vendredi 2 août 2024

شرح نص حكاية الثريا التي رجعت تسف الثرى - محور العدل و الإنصاف - ثالثة ثانوي

شرح نص حكاية الثريا التي رجعت تسف الثرى

التقديم :  النص هو مقطع من رواية "الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل" لأميل حبيبي، والتي تُعد من أبرز الأعمال الأدبية التي تعكس تجربة الفلسطينيين تحت الاحتلال. وُلد أميل حبيبي سنة 1921 في حيفا وتوفي سنة 1996. يُعرف حبيبي بأسلوبه الفريد في السرد الذي يجمع بين السخرية والواقعية ليتناول قضايا سياسية واجتماعية معقدة.
الموضوع : يعرض الكاتب قصة ثريا التي تواجه سلسلة من الظلم والتهجير، من فقدان منزلها في فلسطين إلى محاولتها استعادة ممتلكاتها بعد سنوات، حيث يكشف النص عن التناقض بين الظاهر والواقع في ظل الاحتلال والاستيطان.
الوحدات : ( الحالات و الأحداث ) 
1- حياة في الغربة والسعي للرزق : من البداية إلى "إلى مقره الأخير"
2- نكبة جديدة وفقدان الأمل : من "ثم أقبل أيلول الأسود" إلى "في الله"
3- الكنز المدفون وأمل العودة : من "وكانت جمعت مصوغاتها" إلى "بعد ثلاثين عامًا"
4- محاولات استعادة الماضي: من "أزمعت أمرها" إلى "في وجهها"
5- الاستعانة بالشرطة والبحث عن الكنز: من "فنصحها ذوو القربى" إلى "في نقرة في الجدار"
6- فرحة زائفة وتواصل إنساني : من "ومسح الشرطي دموع القيم" إلى "تعايشا بدموع الفرحة والامتنان والإنسانية"
7- خيبة الأمل والعودة إلى الواقع : من "ولكن، حين مدت الأم الثكلى" إلى النهاية

الإجابة عن الأسئلة :

لنتفهم معا :

1- الإجابة عن هذا السؤال هي مقاطع النص .
2- هدم بيت الثريا في عمان ومنعها من دخول بيتها القديم في الله يحملان دلالات عميقة تتعلق بالتجربة الفلسطينية وما مر به الشعب الفلسطيني من معاناة وشتات.
العلاقة بين الحادثتين:
1. التهجير والنزوح المتكرر:  
   كلتا الحادثتين تعبران عن تجربة التهجير والنزوح التي واجهها الفلسطينيون. فبعد أن اضطرت ثريا لمغادرة بيتها في الله عام 1948 بسبب النكبة، وجدت نفسها مجددًا في حالة نزوح بعد هدم بيتها في عمان خلال أحداث أيلول الأسود. هذا يعكس استمرار حالة عدم الاستقرار والتهجير التي يعاني منها الفلسطينيون.
2. فقدان الأمان والاستقرار:
   هدم البيت في عمان ومنعها من دخول بيتها في الله يعكسان فقدان الثريا للأمان والاستقرار. فقدان البيوت في الثقافات المختلفة، وخاصة في الثقافة الفلسطينية، يرتبط بفقدان الكيان والهوية، إذ يُعد البيت رمزًا للأمان والانتماء.
3. الذكريات والأمل الضائع:
   ارتباط ثريا ببيتها في الله وكنزها المدفون يعكس أملها الدائم في العودة واستعادة ما فقدته. لكن مواجهتها للرفض عند محاولتها دخول بيتها يرمز إلى الصعوبة في استعادة الذكريات والماضي. كما أن هدم البيت في عمان يحطم الأمل في بناء حياة جديدة مستقرة.
دلالة ذلك:
- التجربة الفلسطينية المستمرة:
  يرمز النص إلى التجربة المستمرة للفلسطينيين في مواجهة التهجير والنزوح المتكرر، حيث لم تتوقف معاناة الفلسطينيين عند النكبة، بل استمرت في مناطق اللجوء والشتات.
- السخرية والعبثية:
  استخدام الكاتب لأسلوب السخرية في مواجهة هذه الأحداث يعكس العبثية التي واجهتها ثريا في محاولاتها للعودة إلى جذورها واستعادة ما فقدته، ويبرز كيف أن القوى الكبرى والتحولات السياسية تلعب دورًا محوريًا في تقرير مصير الأفراد العاديين.
- الحلم المستحيل:
  يمثل الحادثان فكرة الحلم المستحيل بالعودة والاستقرار، حيث تجد ثريا نفسها في مواجهة معوقات كبيرة في كل محاولة لإعادة بناء حياتها واستعادة حقوقها.
3-
في نص "حكاية الثريا التي رجعت تسف الثرى"، يظهر سلوك سلطة الاحتلال الإسرائيلي بطريقتين مختلفتين: الظاهر والباطن.
الظاهر:
1. المساعدة الظاهرية:
   عندما طلبت ثريا المساعدة من الشرطة الإسرائيلية لاستعادة كنزها المدفون في بيتها القديم، أظهرت الشرطة تعاونا وساعدتها في العثور على الكنز والمفتاح المدفون. كان هذا العمل يظهر على السطح وكأنه جهد إنساني نبيل لإعادة الحقوق لأصحابها ومساعدتهم في استعادة ممتلكاتهم.
2. التواصل الإنساني:
   في النص، يُظهر الشرطة الإسرائيلية وكأنها تتفاعل مع العرب بإنسانية وود، حيث يشاركون في البحث عن الكنز، ويمسح الشرطي دموع القيم بمنديله، وتحدث لحظة تواصل إنساني وتعانق بين العرب واليهود. هذا السلوك الظاهر يعكس صورة إيجابية حول تعاون السلطات.
الباطن:
1. النية الحقيقية والاحتيال:
   على الرغم من المساعدة الظاهرية، فإن النية الحقيقية للسلطة تتضح عندما يُمنح ثريا "شهادة بالذهب" بدلاً من استعادة كنزها الحقيقي. هذا التصرف يعكس استغلالاً وسخرية من الحاجة الإنسانية الحقيقية للثريا، حيث تُمنح شهادة رمزية لا قيمة لها بدلاً من كنزها الملموس.
2. الإخضاع والسيطرة: 
   يظهر سلوك الاحتلال الباطني من خلال سيطرته على الممتلكات ورفضه لحقوق الفلسطينيين الفعلية. فبدلاً من استعادة حقوقها، تُواجه ثريا بواقع مرير حيث تُستغل حاجتها لإظهار صورة إيجابية عن سلطة الاحتلال دون تحقيق العدالة الحقيقية.
3. الترويج للصورة الإيجابية:
   نشر الصحف للحدث إذاعته يظهر كيف تستغل السلطات هذه اللحظات لإبراز صورة إيجابية لنفسها على المستوى الدولي، مستغلة هذه الحادثة كدعاية تظهر الجانب "الإنساني" لها، في حين أن الواقع على الأرض يعكس عكس ذلك تمامًا.
4-
في موضع الإخبار عن عملية العثور على المصوغات وما عقبها في نص "حكاية الثريا التي رجعت تسف الثرى"، يستخدم الكاتب السخرية بشكل فعّال لإبراز التناقض والعبثية في الواقع الذي تواجهه ثريا. لنحلل هذا الموضع ونستجلي أساليب السخرية فيه:
موضع السخرية:
عندما تُرسل الشرطة الإسرائيلية لمساعدة ثريا في العثور على كنزها المدفون، يتم وصف العملية بطريقة تظهر وكأنها لحظة إنسانية ومؤثرة، حيث يقوم الجميع بالاحتفال بالعثور على المصوغات والمفتاح. يتم تصوير الشرطي والقيم وهما يمسحان دموعهما بمنديل، وتعانق العرب واليهود في لحظة من التواصل الإنساني.
أساليب السخرية:
1. التناقض بين الفعل والنية:
   يظهر التناقض بوضوح بين الفعل الظاهري الذي يوحي بالتعاون والإنسانية، وبين النية الباطنية الحقيقية للسلطة، حيث ينتهي الأمر بأن يتم منح ثريا "شهادة بالذهب" بدلاً من استعادة كنزها. السخرية هنا تكمن في التظاهر بالعدالة بينما يتم سلب الحقوق الحقيقية.
2. استخدام اللغة والمبالغة:
   يوظف الكاتب لغة تبدو مبالغة في وصف المشاعر والاحتفال، مثل "هللوا وكبروا واغرورقت عيون الجميع"، مما يعكس سخرية من اللحظة نفسها، حيث يتحول الفعل إلى عرض مسرحي زائف يُظهر الإنسانية المزعومة للسلطة المحتلة.
3. الاحتفاء الزائف والتغطية الإعلامية:
   يتم تسليط الضوء على كيف يُبلغ رجال الصحف وينشر الخبر في وسائل الإعلام وكأنه إنجاز كبير، مما يسخر من الطريقة التي تُستخدم فيها هذه الحادثة كأداة دعائية لتحسين صورة الاحتلال. يُظهر هذا البُعد كيف تُستغل المواقف الإنسانية لصالح أجندات سياسية.
أبعاد السخرية:
- إبراز العبثية:  
  تعكس السخرية العبثية التي يعيشها الفلسطينيون، حيث يتم التلاعب بمشاعرهم وحقوقهم باسم الإنسانية والعدالة، بينما يُحرمون من حقوقهم الفعلية.
- النقد السياسي والاجتماعي:  
  يقدم النص نقدًا لاذعًا للسلطات الإسرائيلية والطرق التي تستخدمها لتلميع صورتها على حساب معاناة الفلسطينيين. السخرية تسلط الضوء على الاستغلال والظلم المستمرين.
- التناقض في التجربة الإنسانية:
  يعكس النص كيف تتحول التجربة الإنسانية من أمل حقيقي في استعادة الحقوق إلى مهزلة نتيجة لتلاعب القوى الكبرى.
5-
في الفقرة الأخيرة من النص، تصل القصة إلى نتيجة مُحبطة: "ذَهَبَ الذَّهَبُ وسَفَّتْ الثّريا الثَّرَى". هذه الخاتمة تكشف عن المفارقة القاسية بين الآمال الكبيرة التي أثيرت سابقًا وبين الواقع المرير الذي انتهت إليه الأمور. فعلى الرغم من اللحظات التي شهدت مسح الدموع والاحتفاء الظاهري عند العثور على الكنز، كانت النتيجة أن الذهب الحقيقي لم يُعاد إلى ثريا، بل مُنحت "شهادة بالذهب" تُظهر أن الحقوق الفعلية قد سُلبت منها. تُبرِز هذه النتيجة الظلم والخذلان اللذين يعاني منهما الفلسطينيون، حيث تُبذل جهودهم لاستعادة حقوقهم هباءً بسبب السياسات القمعية والتلاعب بمشاعرهم.
كما أن الانتقال من الاحتفاء الإعلامي إلى النتيجة المُحزنة يُظهر كيف تُستغل اللحظات الإنسانية كأدوات سياسية لتحسين صورة الاحتلال، دون اعتبار للمعاناة الفعلية للفلسطينيين. يبرز النص أيضًا التناقض بين الصورة الإعلامية والواقع الفعلي، ويستخدم السخرية لفضح التلاعب بالوعود الزائفة التي تنتهي بمزيد من الإحباط والخذلان. في النهاية، تعود ثريا إلى حياتها الصعبة في مخيم الوحدات، مما يعكس حالة اليأس والإحباط والعبثية التي يعيشها الفلسطينيون في سعيهم لاستعادة حقوقهم.

لنفكر معا :

1-
ظُلمت ثريا في النص عدة مرات، بدءًا من التهجير القسري الذي تعرضت له عام 1948، حيث فقدت منزلها وممتلكاتها في فلسطين واضطرت إلى النزوح إلى عمان، مما فرض عليها حياة اللجوء والفقر. ثم، في أحداث أيلول الأسود، تُهدم بيتها في عمان، مما يعيدها إلى حالة عدم الاستقرار والتشتيت. عندما حاولت العودة إلى بيتها القديم في الله لاستعادة كنزها، منعتها الوريثة الشرعية من الدخول، مما يعكس حرمانها من استعادة حقوقها. على الرغم من مساعدة الشرطة الإسرائيلية في العثور على الكنز، فإنهم يمنحون ثريا "شهادة بالذهب" بدلاً من استعادة المصوغات الحقيقية، مما يعكس التلاعب بالعدالة واستغلال المساعدات الإنسانية كأداة دعائية. أخيرًا، تُستخدم هذه الحادثة في التغطية الإعلامية لتحسين صورة الاحتلال بينما تُترك ثريا محرومة من حقوقها الحقيقية، وتعود إلى حياتها البائسة في مخيم الوحدات. تعكس هذه التجارب المتكررة للظلم معاناة الفلسطينيين المستمرة نتيجة للصراعات والسياسات القمعية، وتبرز كيف يمكن استغلال القضايا الإنسانية لتحقيق أهداف سياسية، مما يساهم في استمرار معاناة الأفراد بدلاً من تقديم حلول عادلة وحقيقية.
2-
نعم، أعتبر أن أسلوب السخرية الذي استخدمه أميل حبيبي في النص مناسب وناجح في فضح الظلم والاحتلال والاستيطان والسطو على الممتلكات. السخرية تسلط الضوء على التناقضات بين الصورة الظاهرية والواقع الفعلي، حيث تُظهر كيف تُستخدم المساعدات الإنسانية والاحتفاء الزائف كأدوات دعائية لتغطية السياسات الجائرة. من خلال تقديم هذا التناقض، تكشف السخرية عن زيف السياسات الاستعمارية وسوء استغلالها، مما يبرز الألاعيب السياسية والتلاعب بالعدالة. كما أن السخرية تثير مشاعر الاستياء لدى القارئ وتعزز من قوة الرسالة، مما يجعل النص أكثر تأثيراً وسهولة في الوصول إلى الجمهور. من خلال توجيه النقد البناء وتبسيط الأفكار المعقدة، تساهم السخرية في توجيه الانتباه إلى الظلم وتحث على التفكير في الحلول العادلة. بشكل عام، تكون السخرية أداة فعالة لنقل الرسالة وإحداث تأثير في الجمهور، مما يجعلها مناسبة وناجحة في فضح الظلم والاحتلال.


0 commentaires

Enregistrer un commentaire