إنتاج كتابي حول عيد الاضحى و كبش العيد
في صباح يوم من أيام شهر ذي الحجة، كنت أعد الدقائق لعودة والدي من السوق. كان والدي قد وعدني بمفاجأة خاصة بمناسبة عيد الأضحى القادم. كنت متحمسًا للغاية، وكان الفضول يقتلني لمعرفة ماهية تلك المفاجأة.
عندما دقت الساعة الرابعة مساءً، سمعت صوت باب البيت يُفتح. جريت نحو المدخل لأرى والدي يدخل مبتسمًا، وفي يده صندوق صغير به فتحات. وضعت أذني قرب الفتحات، وسمعت صوتًا رقيقًا يشبه صوت الموسيقى. فتح والدي الصندوق بلطف، وظهرت أمامي عيون خروف صغير. كان الخروف جميلًا بفراء ناصع البياض وعينين واسعتين مليئتين بالبراءة. قفزت فرحًا وصحت: "لقد اشتريت لنا خروفًا يا أبي!"
أخبرني والدي أن هذا الخروف جاء ليحتفل معنا بعيد الأضحى. كان يحمل معه فرحًا لا يوصف، وزينته والدتي بشرائط ملونة حول عنقه. أطلقت عليه اسم "لولو"، وأصبح لولو صديقي الجديد.
في الأيام التالية، قضيت وقتًا ممتعًا مع لولو. كنا نلعب في الحديقة، أطعمه العشب الطازج وأحكي له قصصًا عن أعياد الأضحى التي مضت. كان يبدو عليه السعادة، إلا أنني لاحظت أحيانًا حزنًا في عينيه. سألت والدتي عن السبب، فقالت لي بحنان: "ربما يشتاق لعائلته، يا عزيزي."
تأثرت كثيرًا بكلمات والدتي، وقررت أن أجعل لولو يشعر بأنه جزء من عائلتنا. أخذته في جولة حول الحي، وأريته الأماكن التي أحبها. لعبنا تحت أشعة الشمس، وركضنا معًا على العشب الأخضر. شعرت أن لولو بدأ يتأقلم ويتقبل الوضع الجديد.
في يوم العيد، استيقظت مبكرًا وأنا متحمس جدًا. ارتديت ملابسي الجديدة وتوجهت إلى الحديقة لأطمئن على لولو. وجدته يقف عند الزاوية، ينظر إلى الأفق وكأنه ينتظر شيئًا ما. اقتربت منه وقلت: "عيد سعيد يا لولو! هل أنت جاهز للاحتفال؟"
بدأت الاحتفالات، وتجمع الأهل والأصدقاء في بيتنا. كان الجميع سعيدًا، والأطفال يركضون ويلعبون. وكنت أنا ولولو في قلب هذه الاحتفالات. قدمت له طبقًا من الخضار الطازجة والعشب، وأكل بشهية كبيرة. ضحك الجميع وقالوا: "انظروا إلى لولو، يبدو سعيدًا للغاية!"
في تلك اللحظة، شعرت بسعادة غامرة. أدركت أن الحب والرعاية يمكنهما تحقيق الكثير. تعلمت من لولو درسًا قيمًا في الرحمة والتعاطف.
لكن في نهاية اليوم، جاء الجزار ليقوم بذبح لولو كما هي عادة عيد الأضحى. شعرت بحزن كبير، لكن والدي طمأنني قائلاً: "هذا هو جزء من تقاليد العيد، يا بني. لولو كان له دور مهم في حياتنا، والآن هو جزء من تقاليدنا."
كانت لحظة صعبة، ولكنها مليئة بالدروس. تعلمت أن الحياة مليئة بالأحداث المتنوعة، بعضها سعيد وبعضها حزين، لكن جميعها جزء من تجربتنا الإنسانية.
وهكذا، انتهى يوم العيد بمشاعر مختلطة، ولكنها مليئة بالتعلم والنمو. كانت تلك الأيام ذكرى جميلة لا تُنسى، تعلمت فيها قيمة الحب والعطاء، وكيف أن رعاية الآخرين يمكنها أن تجلب السعادة للجميع حتى في الأوقات الصعبة.
0 commentaires
Enregistrer un commentaire