mardi 6 août 2024

شرح نص وادي العيون - محور الإنسان و المكان - ثالثة ثانوي

شرح نص وادي العيون

التقديم : 
نص سردي أدبي يقتبس من رواية "مدن الملح" للكاتب العربي عبد الرحمن منيف. وُلد عبد الرحمن منيف في عمان عام 1933 وتوفي في دمشق عام 2004. يعد منيف من أبرز الروائيين العرب في القرن العشرين، وقد تناول في أعماله التغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في العالم العربي. 
الموضوع : يتناول الكاتب تأثير الاكتشافات النفطية والتحولات الاقتصادية في الخليج العربي، وتعرض للعلاقة بين الإنسان والطبيعة وما يلحق بها من دمار بسبب التطور الصناعي.
الوحدات : ( البنية الثلاثية ) 
المقطع الأول: البداية الوصفية : من البداية إلى كلمة "بعيد"
- الوظيفة: يهدف هذا المقطع إلى خلق جو هادئ وسلمي، يُظهر جمال الطبيعة وهدوء الوادي قبل أن تبدأ الأحداث المأساوية. كما يقدم الشخصية الرئيسية، متعب الهذال، بوصف عينيه الحزينتين، مما يمهد لأحداث النص القادمة.
المقطع الثاني: الهجوم والمأساة : من كلمة "وما هي إلا لحظات" إلى "ينهمر"
- الوظيفة: يعكس هذا الجزء الصراع بين البشر والطبيعة، ويظهر القسوة والوحشية التي تتعرض لها البيئة. كما يبرز الأثر النفسي العميق على متعب الهذال، الذي يشهد لأول مرة في حياته دموعه تتساقط بصمت، مما يعكس حجم المأساة.
المقطع الثالث: الانسحاب والقرار : من كلمة "في وقت ما" إلى النهاية
- الوظيفة: يبرز هذا المقطع قرار الشخصية الرئيسية بالهروب من الواقع المؤلم الذي لا يستطيع تغييره. يعكس الانسحاب رغبة في البحث عن مكان جديد أو واقع أفضل بعيدًا عن الدمار والخراب. كما يسلط الضوء على حالة العجز والاستسلام أمام القوى التي تفوق قدرة البشر على التغيير.

الإجابة عن الأسئلة :

لنتفهم معا :

1- الإجابة عن هذا السؤال هي مقاطع النص .
2- 

3- تتسم شخصية "متعب الهذال" في النص بالعمق والحساسية الشديدة تجاه المكان والبيئة من حوله. يظهر متعب كشخصية ذات ارتباط عميق بوادي العيون، يتضح ذلك من خلال وصف عينيه الواسعتين الحزينتين اللتين تراقبان الحياة والطبيعة بحب وتأمل. هذا الارتباط يظهر أيضًا في شعوره العميق بالأسى عند مشاهدة تدمير الأشجار والبيئة، حيث يذرف الدموع بصمت، مما يعكس حسه المرهف وإحساسه الكبير بالفقدان. متعب الهذال هو رجل مفعم بالمشاعر، ولكنه أيضًا شخص يواجه المأساة بصمت وبدون ضجيج، فهو لم يصرخ أو يشتكي، بل اختار البكاء الصامت كوسيلة للتعبير عن حزنه العميق. 
علاقته بالمكان ومن فيه تعكس إحساسًا قويًا بالمسؤولية والانتماء، حيث يظهر تأثره العميق بما يحدث للوادي وأهله. ومع ذلك، يقرر متعب الهذال الانسحاب بهدوء بعد أن استوعب فداحة الوضع، رغم توسلات وضحة ومحاولات الأقرباء لإثنائه عن قراره. يُظهر هذا القرار جانبًا آخر من شخصيته، وهو الجانب العملي والحازم الذي يختار الابتعاد عندما يدرك أن لا شيء يمكن تغييره. يظهر متعب في النهاية كرجل يبحث عن السلام الداخلي والابتعاد عن واقع لم يعد يحتمله، مما يعكس قوة شخصيته وقدرته على اتخاذ القرارات الصعبة رغم ارتباطه العاطفي بالمكان.

لنفكر معا :

1- موقف متعب الهذال من وادي العيون بعد أن حوّله الأمريكان إلى موقع لمشروع نفطي يعكس إحساسه العميق بالانتماء للطبيعة والبيئة المحيطة به. من الإيجابيات في موقفه أنه يبرز وعيه البيئي وحبه للطبيعة، حيث لم يستطع أن يتحمل رؤية الوادي الجميل الذي تربطه به ذكريات كثيرة يتحول إلى مكان موحش بسبب المشروع النفطي. هذا الشعور العميق بالخسارة والدمار يدفعه إلى الرحيل، وهو تصرف ينم عن رفض ضمني للتغيرات السلبية التي أحدثها البشر في المكان الذي كان يراه جزءًا من هويته ووجوده. 
لكن من السلبيات، قد يُنظر إلى قراره بالرحيل كنوع من الهروب، إذ أنه لم يحاول أن يقاوم أو يواجه التغيرات التي طرأت على وادي العيون، بل اختار الابتعاد، مما يترك أثراً سلبياً على المجتمع المحيط به الذي كان من الممكن أن يستفيد من دعم شخص قوي مثل متعب. القرار بالانسحاب قد يكون مفهومًا من الناحية النفسية، حيث يعبر عن شعور بالعجز واليأس أمام قوى تفوق إمكانياته، لكنه في الوقت نفسه قد يعكس نوعًا من الاستسلام الذي يمكن أن يحرم المجتمع من فرصة للمقاومة أو التأقلم مع الواقع الجديد.
في رأيي، موقف متعب الهذال يعكس صراعًا إنسانيًا معقدًا بين الانتماء للمكان والرغبة في الحفاظ عليه، وبين الإحساس بالعجز أمام التغيرات الجذرية التي تفرضها القوى الخارجية. يمكن فهم قراره في ضوء حجم الكارثة البيئية التي حلت بوادي العيون، ولكن قد يكون من الأفضل لو حاول البحث عن طرق للمشاركة في إيجاد حلول أو مساعدة المجتمع على التأقلم مع الواقع الجديد بدلًا من الرحيل.

0 commentaires

Enregistrer un commentaire