jeudi 22 août 2024

انتاج كتابي حول قيمة العمل و الصبر

انتاج كتابي حول قيمة العمل و الصبر

في إحدى القرى الخضراء ذات المناظر الطبيعية الخلابة، عاش الأب عبد الله وابنه سامي في بيت متواضع محاط بحديقة جميلة. كان الأب عبد الله رجلاً عزيز النفس، محباً لعمله وجاداً في تربية ابنه على القيم النبيلة. في أحد الأيام، أصابه مرض شديد، وكانت صحته تتدهور بسرعة. ورغم محاولات الأطباء والحكماء في القرية، لم يجدوا علاجاً ينقذه. 

عرف الأب عبد الله أنه سيترك هذا العالم قريباً، فقرر أن يترك لابنه شيئاً يذكره به ويعلمه درساً مهماً في الحياة. جمع سامي وأعطاه تعليماته الأخيرة قائلاً: "يا بني، لقد خبأت لك شيئاً ثميناً، لا يقدر بثمن. إذا رحلت عن هذه الدنيا، فخذ فأسك وابحث عن هذا الكنز في حديقتنا. لكن لا تتسرع، وكن صبوراً، وتأكد من البحث في كل زاوية، فأنا أعلم أنك ستكتشف شيئاً عظيمًا."

شعر سامي بالحماسة والفرح وهو يسمع كلمات والده. كان يتخيل كيف سيتحول البحث عن هذا الكنز إلى رحلة ممتعة مليئة بالاكتشافات والكنوز المخبأة. بعد وفاة الأب عبد الله، استقبل سامي الأخبار بقلوب متألمة ولكنه عزم على تنفيذ وصية والده.

بدأ سامي بحفر كل شبر من الحديقة، مستخدماً الفأس بأقصى جهده. حفر، وقلّب التربة، وانتقل من شجرة إلى شجرة، لكنه لم يعثر على أي شيء. حاول مرة ثانية، ولكن دون جدوى. ثم كرر المحاولة للمرة الثالثة، وما زال بلا نجاح.

أصبح سامي يشعر بالإحباط، وبدأ يضيق صدره. كان يظن أن والده ربما لم يترك له شيئاً على الإطلاق. في أحد الأيام، بينما كان يتجول في الحديقة المثقلة بآثار الحفر، جاءت والدته ومعها حقيبة مليئة بالبذور. قالت له: "عزيزي، لقد رأيت كم تعبت في البحث. ماذا عن زرع هذه البذور في الأرض؟ انظر إلى السماء، إنها تتجمع بالغيوم، ومن المتوقع أن تهطل الأمطار قريباً. ربما سيساعدنا المطر في تحقيق شيء نافع."

لم يكن لدى سامي خيار آخر سوى الاستماع إلى نصيحة والدته. بدأ بزرع البذور بعناية في الأرض، وفي الأيام التالية، بدأ المطر ينهمر بغزارة. وتحت تأثير الأمطار، نمت النباتات وتفتحت الزهور، وتجلت الأرض بثمار وفيرة لم يسبق لها مثيل.

وبينما كان سامي يجمع المحاصيل، فهم سرّ الكنز الذي أخفاه والده. قال لأمه، وهو يشعر بالاعتزاز والامتنان: "الآن أدركت الدرس الذي أراد والدي أن يعلمه لي. لم يكن الكنز الذي كان يتحدث عنه شيئاً مادياً، بل كان درساً في الصبر والاجتهاد. لقد علمنا أن النجاح ليس ناتجاً عن انتظار السحر، بل هو نتيجة للعمل الجاد والمثابرة."

بهذا الدرس، تعلم سامي أن القيمة الحقيقية تكمن في الجهد والتفاني، وأن الأحلام والأهداف تتحقق من خلال العمل الدؤوب والإيمان بالقدرات الذاتية. أصبح سامي يدرك الآن أن العمل هو الكنز الحقيقي، وأنه يمكن تحقيق أي هدف بالإصرار والعزيمة.



0 commentaires

Enregistrer un commentaire