وصف منزل ريفيّ - وصف كوخ صغير
كان يوماً مشمساً عندما دعاني جدي "سعيد" إلى منزله الريفي البسيط. كان يتوق إلى أن يشاركني كأساً من الشاي الأخضر الطازج، ويريني حفيده الصغير، الذي كان من المتوقع أن يكون عائداً من المدرسة. لم أستطع مقاومة هذه الدعوة، فذهبت معه عبر طرقات القرية المعبدة التي كانت تتلألأ بأشعة الشمس الذهبية.
مشينا على ممر ضيق معبد، محاط بالزروع والأشجار التي كانت تزينها ألوان الربيع البهيجة. كان كلب صغير يركض أمامنا كأنه يحاول إخبار الجميع بقدومنا. تركنا خلفنا الفرن التقليدي وحظيرة المواشي، وانحرفنا إلى اليمين حيث وقفت شجرة مشمش ضخمة. كان الربيع قد ألبس أغصانها بعباءة من الزهور البيضاء النقية التي أضفت على المكان سحراً خاصاً.
دخلنا إلى الكوخ الصغير، ورغم بساطة مظهره، كان هناك شيء يثير الدفء في قلبي. كان البيت نظيفاً بشكل لافت، حيث لم يكن هناك أي أثر للغبار أو الأوساخ. بدلاً من الأرائك المريحة والكراسي الفاخرة، كان هناك حصير عريض، نظيف كأنه غُسل حديثاً، وفوقه وسادتان خشنتان باللون الأبيض، منتصبتان كأنهما تنتظران زائرًا مميزًا.
عند دخولنا، لفت انتباهي صندوق قديم في الركن الأيمن. مرَّ عليه الزمن، ففقد بريقه وزخرفته، لكن بقى يحتفظ بلمعان خاص، كأنه يخفي في طياته ذكريات وحكايات. في الزاوية الأخرى، كان هناك حبل مشدود، يستخدم لتعليق الملابس التي تبدو وكأنها ملابس يومية قريبة من متناول اليد.
في زاوية أخرى من الكوخ، كانت الأواني النحاسية تتلألأ تحت ضوء الشمس، وكان هناك موقد نفط بسيط يستخدم في الطهي. بجواره، كان هناك سفط مغطى، يحوي خبزاً وبعض الأوعية التي لم أكن أعرف محتواها، ولكنها كانت تضيف لمسة من البساطة إلى المشهد.
بعد أن انتهينا من الترحيب وشرب الشاي، دخل علينا طفل صغير في السابعة من عمره. كان يظهر من الباب، وعندما رآني جدي، هتف به قائلاً: "أهلاً بابني الصغير! تعال وقل مرحبا بضيفنا." اقترب الطفل مني بتردد، ثم قبّلني، مما جعل قلبي يذوب من الفرح. ثم توجه إلى جدي ليقبّله أيضاً، في مشهد كان مليئاً بالبراءة والمحبة.
بعد ذلك، قررنا الذهاب في جولة صغيرة مع الطفل لاستكشاف الضيعة. رافقنا الطفل بحماسة، وهو يشير إلى أماكن مختلفة بفخر، ويحدثنا عن الحيوانات والنباتات. قادنا إلى حظيرة الماشية، حيث شاهدنا الأبقار وهي ترعى بهدوء، ثم أرانا حظيرة الطيور التي كانت مليئة بالحياة. أضاف الطفل لمسة من البهجة إلى الجولة بفضوله وبراعته في وصف كل شيء.
كانت لحظات رائعة، عكست مدى جمال الحياة البسيطة التي يمكن أن تكون مصدر سعادة حقيقية. بين المناظر الطبيعية والحيوانات، اكتشفنا أن السعادة لا تحتاج إلى الكثير من المال، بل إلى القناعة والرضا بما لدينا. كان في هذه الرحلة درس كبير، أن الحياة البسيطة يمكن أن تكون مليئة بالفرح والبراءة، إذا كنا نقدر جمالها ونستمتع بكل لحظة فيها.
0 commentaires
Enregistrer un commentaire