إنتاج كتابي حول الإعتماد على الذات
في يوم من الأيام، جلس محمد في زاوية الغرفة يراقب صديقه سامي، الذي كان يتنقل بمهارة فائقة على كرسيه المتحرك. لم تكن إعاقته عائقًا أمام نشاطه وحيويته. كان سامي يتجول في أرجاء المنزل بسرعة وثقة، يرتب سريره، ويضع كتبه على رفوف مكتبه، ويقوم بكل أعماله دون مساعدة أحد. هذا المشهد أدهش محمد، الذي كان يظن أن مراد يحتاج لمساعدة دائمة.
عاد محمد إلى منزله وهو مشغول الفكر، يسأل نفسه لماذا لا يكون مثل سامي؟ لماذا لا يعتمد على نفسه في قضاء شؤونه؟ تذكر والدته التي تحملت عنه أعمالًا كثيرة كان بإمكانه القيام بها بنفسه طوال السنوات الماضية. شعر محمد بالخجل من نفسه وقرر أن يُجري تغييرًا في حياته.
في صباح اليوم التالي، دخلت والدته غرفته وتفاجأت بما رأته. كانت الغرفة مرتبة بشكل لا يُصدق، السرير مُعد بشكل جميل، الكتب منظمة على الرفوف، والأرضية نظيفة تمامًا. كانت تتساءل عمّا حدث.
بينما كانت تفكر، دخل محمد إلى الغرفة وبيده باقة من الزهور. قدمها لوالدته بابتسامة، ثم قبل يدها وقال لها: "لقد قررت أن أعتني بغرفتي بنفسي، وسأساعدك في كل ما تحتاجينه من أعمال." ابتسمت والدته بفخر واحتضنته، فقد أدركت أن ابنها قد بدأ بفهم قيمة الاعتماد على النفس والمبادرة.
بهذا القرار، بدأت حياة محمد تأخذ منحىً جديدًا. أصبح أكثر نشاطًا واستقلالية، واكتسب احترام الجميع، بما في ذلك احترامه لنفسه. كانت مبادرة محمد الصغيرة بداية لمشروع أكبر، مشروع بناء شخصية قوية ومستقلة تعتمد على نفسها في كل شيء.
0 commentaires
Enregistrer un commentaire