dimanche 21 juillet 2024

موضوع فلسفة مع الإصلاح حول محور النمذجة

موضوع فلسفة مع الإصلاح حول محور النمذجة 

الموضوع : إذا إعتبرنا التخيل أساس النموذج فهل معنى ذلك أنه يفصلنا عن الواقع ؟ 

الإجابة : 

يعيش اليوم العالم ثورة علمية شملت كل المجالات المعرفية بما فيها التقنية و التكنولوجية و المعلوماتية و أصبح بذلك الإنسان المعاصر متعلقا أشد التعلق بالعلم لا يستطيع التخلي عنه و مع ظهور أزمة الأسس في العلم و تغيير مفهوم العلم و المعرفة أصبح العلم يعتمد أساسا على النماذج التي تقوم بدورها على الخيال و هو ما مثل مشكلا بالنسبة للإنسان المعاصر فيما يتعلق بارتباط العلم بالواقع فاذا إعتبرنا التخيل أساس النموذج فهل معنى ذلك أنه يفصلنا عن الواقع ؟ أم إنه يبتعد عنه لمحاولة بناء واقع جديد ؟ 

يعرف النموذج بكونه تمثل أو تأمثل ذهني أو واقعي لنسق ما باعتماد رموز معينة فالنموذج إذن بنية متكاملة تحتوي على مجموعة من العناصر تربط بينها علاقات و قوانين و هذه الينية يتم تكوينها من طرؤف العالم منطلق من مجموعة من الأولويات و ممتدا على قاعدة أساسية و هي عدم الوقوع في التناقض و يعتبر التخيل من أبرز العوامل المساعدة في بناء النموذج فالخيال هو موهبة يتمتع بها العالم و هي التي تسمح له بالتخيل الدقيق للنموذج قبل بنائه  و تمكنه من تحديد العلاقات التي تربط بين عناصر إفتراضية و تحوير هذه العناصر في صورة خلل ما إذن فالخيال يمكن العالم من تعديل نموذجه من خلال الافتراض و التصور الذهني فهو إذن يفتح أمامه و المجال الابداعي و إيجاد النموذج الانسب أي الاكثر ملائمة للواقع فالخيال يرسم في مخيلة العالم صورة دقيقة للنموذج ممما يجعل التعامل مع النموذج بعد صنعه و إنشائه تعاملا سهلا فالخيال إذن يذلل الصعوبات التي من شأنها أن تعترض العالم في كل مراحل بناء النموذج . هكذا نستنتج أن التخيل له قيمة كبيرة في النمذجة و يمكن أن نعتبره أساس النموذج فاذا إعتبرنا التخيل من الاسس التي يقوم عليها النموذج فهل معنى ذلك أنه يفصلنا عن الواقع ؟ 

يحمل التخيل في دلالته معنى الفصل عن الواقع فالتخيل بماهو إجراء ذهني يمكننا من الافتراضي فهو إذن بعيد كل البعد عن الواقع و بما أنه من الاساس التي يقوم عليها النموذج فإن ذلك يعني أن النموذج هو فصل عن الواقع فالنموذج يصبح اذن تخيلا صوريا لا يمكن أن يوجد واقيا لان اسسه هي أسس افتراضية خيالية و يعني ذلك أن المعرفة التي سنحصلها إعتماد على هذه النماذج هي معرفة بعيدة عن الواقع مما يحيلنا الى التشكيك في العلم و مدى صحته و يقينيته فهذه النسبية في العلم العائدة الى الافتراض و التخيل أي تدخل العالم في صنع نموذجه و تأثيره المباشر على بنيته مما يعني إنعدام الموضوعية في المعرفة تجعل من العلم بعيدا عن الواقع و يصبح ذلك العلم مجرد خيالي . هكذا نخلص الى القول بأن اعتماد الخيال في النمذجة و العلم من شأنه أن يفصلنا عن الواقع لكن في حقيقة الامر فإن الخيال هو الذي يمكننا من الوصول الى الواقع و العودة إليه لفهمه و تأويليه .

إن العالم يقوم بالتخيل و بناء النموذج لغاية العودة الى الواقع و محاولة فهمه و تأويله و هنا نقدم مثال أينشتاين يقدم مثالا على ذلك يتمثل في رؤية الساعة من قبل العالم فهو لا يستطيع فتحها و هذه الساعة لا يرى سوى عقاربها تتحرك و صوت دقاتها و لمحاولة فهم طرييقة عمل هذه الساعة سيستعمل العالم الخيال و التخيل و الافتراض ليبني نموذجا لتصميم الساعة من الداخل و هكذا سيستطيع فهم كيفية عمل الساعة دون أن يكون تصميماما مطابقا بالضرورة للتصميم الواقعي للساعة .

هكذا يمكن أن نستنتج أن الابستيمولوجية البنائية تعتمد بالاساس على النماذج و هذه النماذج تعتمد بدورها على الخيال كأساس لها لكن التخيل بماهو إفتراض لا يمثل إبتعادا عن الواقع و فصلا عنه بل هو محاولة لفهمه و تأويله و بالتالي العودة اليه و الوصول به .



0 commentaires

Enregistrer un commentaire