mercredi 31 juillet 2024

شرح نص عالم بلا قلب - محور شواغل المرأة بقلم المرأة - ثالثة ثانوي

شرح نص عالم بلا قلب

تقديم النص: النص هو مقطع من مقال أدبي للكاتبة غادة السمان، التي تُعَدّ من أبرز الأصوات الأدبية في الأدب العربي المعاصر. وُلدت غادة السمان في دمشق عام 1942، وعُرِفَت بأسلوبها الفريد في معالجة قضايا الإنسان والمجتمع. في هذا النص، تعبر الكاتبة عن مواقفها النقدية تجاه التقدم العلمي، موضحةً التناقض بين إطالة العمر من خلال الابتكارات العلمية وتحسين نوعية الحياة الإنسانية. يُعَدّ هذا النص مثالاً على قدرة السمان على الجمع بين الفكر النقدي واللغة الأدبية الرفيعة، حيث تسلط الضوء على أهمية التوازن بين الإنجازات العلمية والتطور الإنساني الشامل.
الموضوع :  تنقد الكاتبة غادة السمان التقدم العلمي في مجال زراعة القلب، حيث ترى أن إطالة عمر الإنسان لا تعالج المشاكل الإنسانية العميقة مثل الحروب والتعاسة.
التقسيم:
1- أهمية الزراعة القلبية وتناقضاتها: من البداية إلى "هجوم إلى رأسي صورة 'نوبل'"
2- الإنجازات العلمية والتحديات الإنسانية: من "صورة 'نوبل' العالم الذي اخترع الديناميت" إلى "دعوا والدي يمت بسلام"
3- إطالة الحياة مقابل تحسين جودة الحياة: من "برنارد، دع الإنسان يمت بسلام" إلى "أن العلم سلاح أي سلاح"
4- تحديات العلم وحاجة الإنسان لتحسين عاطفي: من "استعماله واستخدامه هو الأهم" إلى النهاية

الإجابة عن الأسئلة :

لنتفهم معا :

1- الإجابة عن هذا السؤال هي مقاطع النص .
2- في النص، هجمت صورة نوبل وجائزته للسلام إلى رأس الكاتبة لتسليط الضوء على التناقض بين الإنجازات العلمية واستخداماتها السلبية. نوبل كان قد اخترع الديناميت، وهو اختراع يمكن أن يُستخدم في الحروب والتدمير. بعد أن أدرك الأثر السلبي لاختراعه، قرر أن يخصص جائزة نوبل للسلام للتعويض عن ذلك وتأمل تأثيره. 
الكاتبة تستخدم هذا المثال لتبيين أن التقدم العلمي والتقني يمكن أن يتسبب في مشاكل جديدة إذا لم يُستخدم بحكمة. تشبه الحالة التي تعرضها مع برنارد، حيث تزرع قلوب جديدة، ولكن لا تُحل المشاكل الإنسانية الكبرى مثل الحروب والتعاسة، مما يجعل تلك الإنجازات تبدو غير مجدية. 
باستخدام صورة نوبل وجائزته للسلام، تسعى الكاتبة إلى الإشارة إلى أن مجرد تحقيق تقدم علمي ليس كافيًا، ويجب أن يُرافقه تحسين فعلي في جودة حياة الإنسان ومواجهة التحديات الإنسانية.
3- في النص، تستخدم الكاتبة صيغ الأمر والاستفهام للتعبير عن موقفها النقدي تجاه الدكتور برنارد وإنجازاته العلمية، ولتسليط الضوء على تناقضات التقدم العلمي الذي لا يعالج القضايا الإنسانية الأساسية. إليك أمثلة على هذه الصيغ ودلالتها:
صيغ الأمر:
1- "دعوا والدي يمت بسلام"
   - الدلالة: تعكس هذه الصيغة دعوة لعدم التدخل في العملية الطبيعية للموت، وهي تعبير عن رفض الكاتبة لتدخل العلم في الحياة الإنسانية بشكل قد يكون ضارًا. هنا، تدعو الكاتبة إلى السماح للإنسان بالرحيل بكرامة بدلاً من محاولة إطالة حياته بشكل مصطنع.
2- "اطفي شمعة العيد الأول لاختراعك"
   - الدلالة: تدعو الكاتبة برنارد إلى الاعتراف بفشل التقدم العلمي في تحسين جودة الحياة الإنسانية. تلمح إلى أن الاحتفال بالإنجازات العلمية لا معنى له إذا لم تُحل مشاكل إنسانية حقيقية.
3- "تعالَ معي إلى مقبرة ما"
   - الدلالة: تدعو هذه الصيغة إلى التفكير في الواقع المظلم الذي قد يواجه الإنسانية، حتى مع تقدم العلم. تشجع القارئ على رؤية الصورة الأكبر للآثار المترتبة على التقدم العلمي.
صيغ الاستفهام:
1. "ما جدوى أن تزرع للإنسان عضلة القلب، ما دام يعيش في عالم هَرَم بلا قلب؟"  
   - الدلالة: يعكس هذا السؤال تشكيك الكاتبة في قيمة التقدم العلمي إذا لم يُرافقه تحسين في الأوضاع الإنسانية العامة. تشير إلى أن إطالة الحياة ليست كافية إذا لم تُعالج المشكلات الأخرى التي تواجه الإنسان.
2. "ألا ترى معي أن الذين ينقذ العلم حياتهم (بالمفرق) يتم قتلهم (بالجملة) في الحروب المعاصرة؟"  
   - الدلالة: تستعمل الكاتبة هذا السؤال لتسلط الضوء على تناقضات التقدم العلمي، حيث أن حماية الحياة من خلال العلم قد تكون غير مجدية إذا كانت الإنسانية تتعرض لمشاكل مثل الحروب التي تقتل الناس بشكل جماعي.
باستخدام صيغ الأمر والاستفهام، تعبر الكاتبة عن رفضها للتقدم العلمي الذي لا يعالج المشاكل الإنسانية الحقيقية، وتهدف إلى دعوة لإعادة التفكير في كيفية استخدام العلم بشكل يتوافق مع تحسين جودة الحياة بشكل شامل.
4-
عندما تقول الكاتبة: "لا نريد (قلبك) المزروع، نريد من يزرع الحياةَ في قلوبنا"، فهي تعبر عن عدة مقاصد رئيسية:
1. رفض الحلول المؤقتة: الكاتبة تعبر عن استيائها من أن التقدم العلمي مثل زراعة القلب ليس كافيًا لحل المشكلات الإنسانية الحقيقية. قلب الإنسان، على الرغم من كونه عضوًا حيويًا، لا يمكنه معالجة أوضاع الإنسانية المعقدة مثل الحروب والظروف المعيشية القاسية.
2. الحاجة إلى تحسين نوعية الحياة: تلمح الكاتبة إلى أن التقدم العلمي يجب أن يُرافقه تحسين حقيقي في جودة الحياة وتجربة الإنسان. هي تدعو إلى وجود تغييرات عميقة في الظروف الإنسانية والعيش بشكل أكثر إنسانية، بدلاً من التركيز فقط على إطالة العمر البيولوجي.
3. بحث عن معنى أعمق للحياة: الكاتبة تبحث عن من يعيد إحياء الأمل والإنسانية في حياة الناس، بدلاً من التركيز فقط على جوانب علمية وبيولوجية. تشير إلى أن الإنسانية تحتاج إلى مصدر للإلهام والحب والرعاية يزرع الحياة في القلوب، وليس مجرد تحسينات علمية تقنية.
بالمجمل، تعبر الكاتبة عن رغبتها في رؤية تقدم يتجاوز الأبعاد البيولوجية ليشمل تحسينات شاملة في حياة الإنسان ومجتمعه.

لنفكر :

* الدنيا تطيب بتجويد نوعية حياة الإنسان أكثر من مجرد إطالة عمره، لأن تحسين نوعية الحياة يتناول الأبعاد العميقة للسعادة والرضا. عندما تُحسن جودة الحياة، يتمكن الأفراد من التمتع بحياة مليئة بالرفاهية والسعادة، مما يجعل إطالة العمر أكثر مغزى. إطالة العمر دون تحسين الظروف التي يعيش فيها الناس قد لا تحل المشكلات الأساسية مثل الفقر والعزلة، بل قد تزيد من معاناتهم، خاصةً إذا كانوا يعانون من أمراض مزمنة. تحسين نوعية الحياة يعني الاستثمار في الصحة النفسية، العلاقات الاجتماعية، والتعليم والثقافة، وهو ما يثري حياة الناس ويجعلها أكثر غنى وملءً بالمعنى. لذا، تجويد نوعية الحياة يقدم فوائد أعمق وأكثر تأثيرًا من مجرد إطالة العمر البيولوجي، حيث يركز على جعل الحياة أكثر إنسانية ومليئة بالمعنى.

0 commentaires

Enregistrer un commentaire