إنتاج كتابي حول التعاون والتضامن
في يوم من أيام الربيع الجميلة، قامت العصفورة ببناء عشها على شجرة كثيفة الأوراق ووارفة الظلال. بعد أن فقست أربع بيضات، غمرتها السعادة وبدأت في رحلتها اليومية للبحث عن الطعام والحبوب المغذية. قبل أن تغادر، حذّرت صغارها من مغادرة العش.
اطمأنت الأم على سلامة صغارها ثم رفرفت بجناحيها وحلقت في السماء الرحبة، باحثة عن الديدان الطازجة وحبوب القمح الناضجة.
عندما بلغت الشمس ذروتها في السماء، عادت الأم إلى عشها محملةً بقوت صغارها، لكنها فوجئت بخلو العش وغياب فراخها. شعرت بالخوف، لكنها تماسكت وبدأت تبحث عنهم.
قضت العصفورة الأم وقتاً طويلاً تبحث من مكان لآخر، وعندما بدأت الشمس تغرب عادت إلى عشها وهي حزينة، تتساءل: "أين صغاري ؟ هل اختطفهم نسر جائع؟"
جلست العصفورة على حافة عشها، تنظر إلى الطعام الذي أحضرته وتلوم نفسها على ما حدث لصغارها. فجأة، رأت جارتها الحمامة تدور حول العش، وأخبرتها أن صغارها بخير. لقد حاولوا الطيران، وعندما سقطوا من العش، خبأتهم الحمامة في فجوة بجذع الشجرة.
شكرت العصفورة جارتها الحمامة على نبلها وشهامتها. لقد أظهرت لها قيمة التعاون والإيثار.
منذ ذلك اليوم، تعلمت العصفورة الأم درساً ثميناً عن أهمية التعاون والمساعدة بين الجيران والأصدقاء. واستمرت في تربية صغارها بحب واهتمام، محاطة برعاية جارتها الحمامة التي أصبحت صديقة وفية، تتشارك معها لحظات السعادة والمحنة.
وهكذا، عادت الحياة لتدور في دورة مستمرة، حيث تعلمت الطبيعة درساً جديداً عن التضامن والإخاء، وأصبحت شجرة العصفورة رمزاً للتعاون والمحبة في الغابة.
0 commentaires
Enregistrer un commentaire