موضوع إنشائي فلسفي مع الإصلاح حول محور النمذجة العلمية
الموضوع : هل في إعتبار النماذج إهمالا للواقع ما يفضي الى تخلى العلم عن طلب الحقيقة ؟
المقدمة :
لعل من أكثر المسائل خلافية اليوم تلك المتعلقة بقيمة النمذجة و أثرها في تغيير مسار العلم و بين مؤكد على تثويرها للعلم منهجا و مردودية و متظنن عليها باعتبارها تهمل الواقع و لا تفضي بلوغ الحقيقة تعارض يدعونا الى السؤال :
كيف للنمذجة أن تهمل الواقع و أن تمتلك القدرة على الفعل فيه في آن ؟ و هل في المراهنة على الفعل في الواقع ما يفيد تخلي النمذجة عن طلب الحقيقة أم أن الحقيقة هي الفعل ذاته ؟ و إذا صح إقتران الحقيقة بالفعل هل تستجيب النمذجة الى مطلب الانساني ؟
الجوهر :
1-بيان أسس القول بأن النماذج للواقع يفيد تخلي العلم عن طلب الحقيقة و ذلك ب :
تحديد دلالة الاهمال بماهو فعل قصدي ينجزه المنذج في علاقة بالواقع و يقوم على الاهتمام ببعض العناصر و إسقاط أخرى بحسب طبيعة المشروع و سياقه و غاياته
تأكيد النماذج إختزالية تبسيطية لا تكتشف الواقع بل تبنيه كما تعلن عن تخلييها عن طلب الحقيقة بماهي حكم مطابق للواقع
2- بيان أن النمذجة ليست تخليا عن الحقيقة بل هي مراجعة لها :
إستبدال الحقيقة المطلقة و النهائية بالحقيقة المفتوحة بالنظر الى مرونة النماذج في علاقة بالسياق من جهة و ببعدها التداولي كذلك
الانتقال من الحقيقة القائمة على الاكتشاف و المطابقة الى الحقيقة با هي بناء قائم على معيار الصلاحية و الملاءمة
النمذجة معرفة موجهة نحو الفعل و الحقيقة ليست سوى الفعل ذاته
3-التبعات و الحدود :
من جهة علاقتها بالواقع : الوقوف على الطابع الاختزالي و التبسيطي للنمذجة حيث باعدت بيننا و بين الواقع الى درجة لم نعد قادرين على التعرف عليها
من جهة علاقتها بالحقيقة : تدخل الذات في التجربة المعرفية و في بناء النماذج يكاد يحول العلم الى وجهات نظر خاصة مما يفقده الدقة و الصرامة اللازمتين و هذا من شأنه أن يشكك في قيمته
الخاتمة :
إستخلص أن قطع النمذجة مع براديغم الاكتشاف و تجاوزه لدلاة الحقيقة بماهي تطابق مكن العلم من آفاق جديدة للتطور معرفيا و عمليا و لكن هذا لا يعفي المنذج من المسؤولية الأخلاقية بالنظر الى التدخل القائم بين العلمي و السياسي و الاقتصادي .
0 commentaires
Enregistrer un commentaire