موضوع إنشائي حول العولمة و الكوني
مثلت العولمة هاجسا للتفكير الإنساني فتجلت كفضاء للتوتر المعرفي فمن جهة شكلت العولمة رمز للتطور التقني و الرقمي و سبيلا لتحقيق مبدأ حسن الوجود و من جهة أخرى تمظهرت العولمة كمجال للسيطرة و الهيمنة و النفوذ مما أحالنا على وضع غامض و ملتبس و هو ما دفع بالعقل الفلسفي الى التساؤل عن طبيعة العلاقة بين العولمة و الكوني . فعلى أي نحو تتحدد علاقة العولمة بالكوني ؟ هل في حضور العولمة تهديد و إلغاء و إقصاء للكونية أم التشريع للتكامل في إدراكنا لهذه العلاقة ؟
إن التفكير في نموذج العلاقة بين العولمة و الكوني يؤكد لنا إهتمام الفلسفة بالوضع الإنتروبولوجي للإنسان الذي يتراوح بين حضور العولمة و تشد أن ماهو كوني إنساني . فحضور العولمة هو أرضية لتغييب ماهو كوني فيتشكل معنيين متناقضين . فالعولمة هي ذلك النمط الثقافي الذي يسعى الى الإنتشار في العالم فهي تبحث عن حضورها داخل المجتمعات الإنسانية أما الكونية فهي منظومة من القيم الإنسانية المثلى و هي تعبر عن المشترك القيمي الإنساني مثل الحرية و حقوق الإنسان و التسامح و المساواة .. و لعل إدراكنا للعلاقة بين دلالة العولمة و معنى الكونية يكشف التقابل و التناقض فالعولمة تسعى الى إدماج كل الخصوصيات الثقافية في نموذج مطلق يعمق النزعة القطبية ليكون الآخر المختلف منصهرا في المركز فيفقد تميزه و تتلاشى منظومته الثقافية فالعولمة مثل الأخطبوط الذي تجلب كل الهويات المتعددة إليه فتنتفي دلالة الإختلاف و التنوع . فالعولمة تكرس المركزية الثقافية و تقوم بتوظيف الأنظمة الرمزية و أدوات الإتصال مثل الخطاب و الصورة و الفضاء الإفتراضي الرقمي لتعميق وجاهة توجهاتها و همجية الآخر الثقافي المختلف . كما تسعى العولمة الى إستغلال القيم الكونية و توظيفها لتحقيق مصالحها و أهدافها السياسية و الإقتصادية و الإيديولوجية فتبرز النزعة البراقماتية في علاقة العولمة بالكوني فبإسم الحرية يقع نهب الثروات و بإسم الديمقراطية تنكشف دلالة الهيمنة و السيطرة و التحكم في خيارات المجتمع . فالعولمة تمارس خطابا في ظاهره يكشف تقاربه مع قيم الكونية و في جوهره يخفي البعد المنفدي كما نراهن العولمة الى تعميق النزعة المادية في نظرتها للإنسان بإعتباره كائنا ذاتيا تحركها أسس العولمة الإقتصادية متجاوزا هويته الثقافية . فالعولمة تفتزع من الإنسان بعده الإنساني و بهذا المعنى تكون العولمة نقيضا للكوني و فضاء للقول بأن حضور العولمة يشكل إيذانا بنهاية الكوني و تلاشيه . إلا أن الادراك الواعي لهذه العلاوة بين العولمة و الكونية يدفعنا الى إعادة النظر من جهة أننا نعيش داخل عصر العولمة و نوجد داخل مختلف منتجاتها فالعالم الرقمي و الإفتراضي الذي طور أنماط الأنظمة الإقتصادية ليس إلا نتاجا لحضور العولمة ، كما يذهب البعض الى أن الدلالة المفهومية الأصيلة للعولمة التي أكد عليها فوكوياما في كتابه نهاية التاريخ حيث إتبر العولمة القائمة على التوحيد تشكل الحل الأمثل لمشكلات العصر الراهن مثل الفقر و المجاعة
إن التأمل المعرفي في هذا المشكل الفلسفس المرتبط بعلاقة العولمة بالكوني ينتهي بنا الى التأسيس و التأكيد على ضرورة التمسك بالقيم الكونية التي تضفي على وجودنا الطابع الإنساني و تصحيح مسارات العولمة في نظرتها للتنوع الثقافي ، طالما أن العولمة أضحت متجذرة في كل مجالات وجودنا المعاصر .
إن التفكير في نموذج العلاقة بين العولمة و الكوني يؤكد لنا إهتمام الفلسفة بالوضع الإنتروبولوجي للإنسان الذي يتراوح بين حضور العولمة و تشد أن ماهو كوني إنساني . فحضور العولمة هو أرضية لتغييب ماهو كوني فيتشكل معنيين متناقضين . فالعولمة هي ذلك النمط الثقافي الذي يسعى الى الإنتشار في العالم فهي تبحث عن حضورها داخل المجتمعات الإنسانية أما الكونية فهي منظومة من القيم الإنسانية المثلى و هي تعبر عن المشترك القيمي الإنساني مثل الحرية و حقوق الإنسان و التسامح و المساواة .. و لعل إدراكنا للعلاقة بين دلالة العولمة و معنى الكونية يكشف التقابل و التناقض فالعولمة تسعى الى إدماج كل الخصوصيات الثقافية في نموذج مطلق يعمق النزعة القطبية ليكون الآخر المختلف منصهرا في المركز فيفقد تميزه و تتلاشى منظومته الثقافية فالعولمة مثل الأخطبوط الذي تجلب كل الهويات المتعددة إليه فتنتفي دلالة الإختلاف و التنوع . فالعولمة تكرس المركزية الثقافية و تقوم بتوظيف الأنظمة الرمزية و أدوات الإتصال مثل الخطاب و الصورة و الفضاء الإفتراضي الرقمي لتعميق وجاهة توجهاتها و همجية الآخر الثقافي المختلف . كما تسعى العولمة الى إستغلال القيم الكونية و توظيفها لتحقيق مصالحها و أهدافها السياسية و الإقتصادية و الإيديولوجية فتبرز النزعة البراقماتية في علاقة العولمة بالكوني فبإسم الحرية يقع نهب الثروات و بإسم الديمقراطية تنكشف دلالة الهيمنة و السيطرة و التحكم في خيارات المجتمع . فالعولمة تمارس خطابا في ظاهره يكشف تقاربه مع قيم الكونية و في جوهره يخفي البعد المنفدي كما نراهن العولمة الى تعميق النزعة المادية في نظرتها للإنسان بإعتباره كائنا ذاتيا تحركها أسس العولمة الإقتصادية متجاوزا هويته الثقافية . فالعولمة تفتزع من الإنسان بعده الإنساني و بهذا المعنى تكون العولمة نقيضا للكوني و فضاء للقول بأن حضور العولمة يشكل إيذانا بنهاية الكوني و تلاشيه . إلا أن الادراك الواعي لهذه العلاوة بين العولمة و الكونية يدفعنا الى إعادة النظر من جهة أننا نعيش داخل عصر العولمة و نوجد داخل مختلف منتجاتها فالعالم الرقمي و الإفتراضي الذي طور أنماط الأنظمة الإقتصادية ليس إلا نتاجا لحضور العولمة ، كما يذهب البعض الى أن الدلالة المفهومية الأصيلة للعولمة التي أكد عليها فوكوياما في كتابه نهاية التاريخ حيث إتبر العولمة القائمة على التوحيد تشكل الحل الأمثل لمشكلات العصر الراهن مثل الفقر و المجاعة
إن التأمل المعرفي في هذا المشكل الفلسفس المرتبط بعلاقة العولمة بالكوني ينتهي بنا الى التأسيس و التأكيد على ضرورة التمسك بالقيم الكونية التي تضفي على وجودنا الطابع الإنساني و تصحيح مسارات العولمة في نظرتها للتنوع الثقافي ، طالما أن العولمة أضحت متجذرة في كل مجالات وجودنا المعاصر .
0 commentaires
Enregistrer un commentaire