شرح نص من دع الحمار مكانه
التقديم :
هذا النص هو حكاية طريفة مقتبسة من كتاب "المستطرف في كل فن مستظرف" لمحمد بن أحمد الإبشيهي، الذي ولد في القرن الرابع عشر الميلادي وتوفي في القرن الخامس عشر الميلادي. يقدم الإبشيهي في كتابه مجموعة متنوعة من القصص والحكايات والأمثال والنوادر، التي تعكس الحياة الاجتماعية والثقافية في العصور الإسلامية الوسطى.
الموضوع:
يتناول الكاتب حكاية قصة معن بن زائدة ولقاءه بشيخ عربي في الصحراء، ويبرز القيم الأخلاقية مثل الكرم والتواضع والفطنة في التعامل مع المواقف الطريفة والمحيرة.
مقاطع النص: يمكن تقسيم النص إلى ثلاثة أجزاء بناءً على الأماكن وتطور الحكاية كما يلي:
1- من بداية النص إلى كلمة "فرأى شيخا مقبلا من البرية على حمار"المكان: في الصحراء خلال رحلة الصيد.
2- من كلمة "فرأى شيخا مقبلا من البرية على حمار" إلى "وها معن جالس"المكان: لقاء معن بالشيخ في الصحراء واستقباله له.
3- من كلمة "وها معن جالس" إلى نهاية النصالمكان: في منزل معن بن زائدة.
2- من كلمة "فرأى شيخا مقبلا من البرية على حمار" إلى "وها معن جالس"المكان: لقاء معن بالشيخ في الصحراء واستقباله له.
3- من كلمة "وها معن جالس" إلى نهاية النصالمكان: في منزل معن بن زائدة.
الإجابة عن الأسئلة:
لنتفهم معا :
1- الإجابة عن هذا السؤال هي مقاطع النص .
2-
ضحك معن بن زائدة من الأعرابي ثلاث مرات في النص، ولكل مرة دواعٍ معينة:
1. المرة الأولى:
- الداعي: عندما قال الأعرابي: "أدخل قوائم حماري في عينيه وأرجع إلى أهلي خائبا."
- التفسير: ضحك معن بسبب طرافة وسخرية الأعرابي في ردّه على سؤال معن حول ما سيفعل إذا لم يحصل على أي مبلغ. كان الأعرابي جادًا في طلبه ولكنه عبّر بطريقة فكاهية عن شعوره بالإحباط إذا لم يحصل على أي شيء.
2. المرة الثانية:
- الداعي: عندما قال الأعرابي: "والله لقد كان ذلك الرجل مشؤوما علي."
- التفسير: ضحك معن هنا بسبب اعتراف الأعرابي بأن اللقاء السابق الذي جرى بينهما كان غير موفقًا بالنسبة له، ولأن الأعرابي لم يدرك أنه يتحدث إلى نفس الشخص الذي قابله في الصحراء.
3. المرة الثالثة:
- الداعي: عندما قال الأعرابي: "إن لم تُحِب إلى الثلاثين فالحمار مربوط بالباب، وها معن جالس."
- التفسير: ضحك معن بشدة عند هذه النقطة لأن الأعرابي استخدم الحمار كوسيلة للتعبير عن استيائه إذا لم يحصل على المبلغ المطلوب، ولم يدرك أن معن هو الشخص الذي تحدث معه في الصحراء. هذا المزج بين الطرافة وعدم الإدراك الكامل للموقف جعل الأمر مضحكًا للغاية لمعن.
هذه الضحكات الثلاث تعكس حكمة معن وفطنته في فهم الشخصيات والأحداث، وكذلك تمتعه بروح الدعابة والفكاهة في التعامل مع المواقف المختلفة.
3-
في النص، تبرز الفكاهة من خلال سلوك الشخصيات وتصرفاتها الطريفة وغير المتوقعة. يتميز معن بن زائدة بالهدوء والتواضع، حيث يستقبل الشيخ العربي بحفاوة ويتحدث معه بودية رغم مكانته العالية، مما يجعل ردود فعله على كلام الشيخ الطريف أكثر فكاهة. يظهر ذكاء معن في استخدام الحوار بشكل يجبر الشيخ على التراجع عن توقعاته المالية العالية بطريقة مضحكة، كما يتسم بروح الدعابة التي تعزز الفكاهة في النص وتزيد من انسجام القارئ مع الموقف. من جهة أخرى، يتميز الشيخ بالبساطة والصراحة في تعبيره عن توقعاته المالية واستيائه، مما يجعل الحوار طريفًا، خاصة عندما يتحدث عن إدخال قوائم الحمار في عينيه. كذلك، يتفاوض الشيخ بطريقة تبدو جادة ولكنها تحمل طرافة في خفض التوقعات تدريجيًا، ويظهر لامبالاته المحسوبة عندما يعلن عن استعداده للعودة خائبًا إذا لم يحصل على المال، مما يزيد من طرافة الموقف. التفاعل الديناميكي بين معن والشيخ يعزز الفكاهة من خلال ردود أفعالهما المتنوعة، وتخلق المفارقات في التصرفات والحوار الطريف جوًا من المرح والجاذبية في النص، حيث يجمع بين الحكمة والطرافة في سرد متميز.
4-
في النص، تعتمد الفكاهة بشكل كبير على أسلوب الاستدراج لتصعيد التوتر المضحك بشكل تدريجي. يبدأ الحوار بين معن بن زائدة والشيخ العربي بشكل هادئ وطبيعي، حيث يسأل معن الشيخ عن أحواله وما يجلبه إلى المكان. تتصاعد الفكاهة تدريجيًا عندما يبدأ الشيخ في ذكر توقعاته المالية العالية، مما يثير دهشة معن وسخريته بشكل خفي. يستدرج معن الشيخ عبر المساومة، حيث يسأله عن المبلغ الذي يتوقعه بداية من ألف دينار، ثم خمسمائة، ثم ثلاثمائة، ثم مائة، ثم خمسين، وأخيرًا ثلاثين دينارًا. هذه المساومة التصاعدية تخلق توترًا مضحكًا، حيث ينتظر القارئ ردود فعل الشيخ المتناقضة والتي تتناقص تدريجيًا، مما يزيد من التوتر المضحك مع كل خفض للتوقعات. يصل التوتر إلى ذروته عندما يعلن الشيخ عن استعداده للعودة خائبًا و"إدخال قوائم الحمار في عينيه" إذا لم يحصل على أي شيء، مما يضيف بعدًا كوميديًا قويًا. يختتم الحوار بفكاهة عالية عندما يكشف معن عن نفسه ويضحك عندما يدرك الشيخ أنه يتحدث مع نفس الشخص الذي قابله في الصحراء. باستخدام أسلوب الاستدراج، يتمكن النص من تصعيد التوتر بشكل مضحك وممتع، مما يجعل القارئ يضحك مع الشخصيات في النهاية.
لنفكر معا :
بدا الأمير معن بن زائدة متسامحًا وسخيًا مع الشيخ الأعرابي لعدة أسباب تتجلى في سلوكه وتصرفاته. كان معن معروفًا بكرمه وسخائه، وكان يسعى دائمًا لمساعدة الناس وتقديم الدعم لهم، مما يعكس صفاته الشخصية النبيلة. كما أنه تمتع بروح الدعابة والفكاهة، حيث استمتع بالموقف الطريف الذي خلقه الشيخ، مما جعله يميل إلى مكافأة الشيخ على شجاعته وصراحته. تصرف معن كان نبيلًا وحكيمًا، إذ يعزز القيم الإنسانية النبيلة مثل الكرم والتسامح، ويظهر أن القادة العظماء يجب أن يكونوا كرماء ومتفهمين لحاجات الناس. من خلال مكافأته للشيخ على صراحته، شجع معن الآخرين على التحلي بالصدق والشجاعة في التعبير عن احتياجاتهم وآرائهم، مما يبني مجتمعًا يتسم بالشفافية والتواصل الصريح. بالإضافة إلى ذلك، أضفى معن جوًا من المرح والإنسانية على العلاقات بين الناس، مما يساعد في تخفيف الضغوط وبناء علاقات أكثر إيجابية وإنتاجية في المجتمع.
0 commentaires
Enregistrer un commentaire