إنتاج كتابي لتلاميذ البكالوريا جميع الشعب حول محور في الفن و الأدب

إنتاج كتابي لتلاميذ البكالوريا جميع الشعب حول محور في الفن و الأدب 

الموضوع : يرى البعض أننا اليوم لا نحتاج الى الادب و نحن نعيش عصر العلم . مارأيك ؟ 

الجواب : 

من سمات عصرنا اليوم التطور العلمي الى درجت دفعت البعض الى الإعتقاد أننا بتنافي غني عن الادب فما مدى صحة هذا الرأي ؟

يحضى هذا الرأي بقدر من الوجاهة و المعقولية فقد وفر العلم منجزات حديثة يمكن أن تحل محل الادب و توفر ما توفره و تحقق ما يحقق مثل وسائل الاعلام المختلفة و أدوات الاتصال الحديثة فيشبع الأنا منه رغبته في الترفيه و التسلية و حتى الافادة ثم ألا ترى معي أن العلم قد ساهم في نشر فنون أخرى يمكنها أن تجلب الناس على غرار السينما و الغناء و المسرس و بذلك ينجح الانسان في تحقيق ما يحتاج اليه . فضلا على أن الادب اليوم بات ضعيف التأثير في الحياة مقارنة  مقارنة بالعلم و يتأكد هذا الامر اذا تاملنا واقعنا بتعقل و تبصر حتى تدرك أن حاجتنا الى العلم تفوق بكثير حاجتنا الى الأدب و ذلك في مختلف مجالات الحياة . إلا أننا إذا عمقنا النظر نلاحظ بوضوح أننا بحاجة الى الأدب رغم النزعة العلمية الظاهرة للعصر فالأدب ممتع في عصر تميزت فيه الحياة بالملل و الرتابة فلا مهرب لنا منها فالأدب ينتج عوالم خيالية ممتعة و مشوقة . ثم إنه لا تعارض بين العلم و الادب ففي تاريخنا الطويل أدباء علماء مثل الجاحظ و عمر الخيام و هذا ما يؤكد أننا نستطيع أن نجمع بين العلم و الادب ففي عصر النهضة الاوروبية كما في عصور التطور العربي إزدهر الادب و نمت العلوم فتعايش إبن سينا الطبيب مع المتنبي الشاعر ثم إن العلم في حاجة الى الخيال العلمي هذا الخيال لا يخلو منه نص أدبي 

هكذا إذن نستنتج أننا في الحقيقة محتاجون الى الادب و العلم معا فإذا نجحنا في الجمع بينهما حققنا توزنا بين وجدان الانسان المعاصر و عقله .