vendredi 19 juillet 2024

حقيقة الإنسان في منظور أفلاطون و ديكارت و تصور إبن سينا للذات محور الانية و الغيرية - فلسفة

حقيقة الإنسان في منظور أفلاطون و ديكارت و تصور إبن سينا للذات محور الانية و الغيرية - فلسفة 

1- حقيقة الإنسان في منظور أفلاطون : 

الانسان ثنائية تتعالى فيها النفس على الجسد و تتمايز و تتفاضل أنطلوجيا و معرفيا و أخلاقيا 

الجسد غير و عرض . العرض ضد الجوهرر لان الجوهر هو ما يقوم بذاته و لا يفتقر الى غيره ليقوم في حين أن العرض هو الذي يفتقر الى ذاته و العرض ضد الماهية و هو ما لا يدخل في تقويم طبيعة الشئ 

عرضية الجسد تندرج ضمن تصور عام للعالم و للمادة التي ينتزع منها أفلاطون صفة الوجود الحقيقي

النفس هي عنوان وجود الانسان و المعبرة عن إنيته و حقيقته لذا يستوجب التخلص من الجسد باعتباره عائقا يحول دون إدراك الحقيقة 

2- حقيقة الانسان في منظور ديكارت : 

الانسان شئ مفكر له نفس جوهرها التفكير و جسم جوهره الامتداد حيث يقول في هذا السياق " و لكن أي شئ أنا إذن ؟ أنا شئ مفكر " 

الامتداد : خاصية فيزيائية للأشياء 

الجسم مجرد موضوع و هو آلة تتحكم فيها النفس 

الجسم مكون من مكونات الانسان و لكنه ليس محدد لوجوده فالوجود يتحدد بالفكر وحده 

قام ديكارت بحصر الانية في الفكر فظر التمايز واضحا بين النفس و الجسد . " إن الأنا أي النفس التي بها أنا ما أنا متميز تمام التميز عن الجسم " 

الوعي بالذات عند ديكارت هو وعي فردي و مجرد و متعالي على الجسم و العالم و الآخرين 

الفكر هو حد الإنساني في الانسان به يتقوم و من خلاله يدرك ذاته و يعرف بقية الأشياء 

3- تصور إبن سينا للذات : مثال الرجل الطائر 

تستجيب تجربة إثبات الانية لدى إبن سينا الى مطلب نظري دقيق و هو تحصيل الماهية بالادراك العقلي الخالص من غير وسائط . " فبقي أن تدرك ذاتك من غير إفتقار الى قوة اخرى و الى وسط " و قد استقر هذا المعنى في الفكر الفلسفي استقرارا مكينا أظهلرته الاستعارات و الصور الأفلاطونية و سار على نهجه الكثير من الفلاسفة و يمكن أن نجمل تجربة إثبات النفس التي يقدمها إبن سينا كتجربة لاثبات الذات في فرضيتين : 

فرضية وجود كائن مكتمل الخلق في غير حاجة الى تكوين و لا الى عالم خارجي و لا الى إحساس بأعراض الجسم و إئتلاف الاعضاء . و فرضية إمكان إثبات وجود الذات من غير حاجة الى اثبات الاشياء الاخرى المغاير له أي أن هذا الاثبات لا يرتقي الى مرتبة الاثبات الفلسفي اليقيني الا بالاستغناء عن وساطة الاشياء الخارجية و خاصتا عن أقربها اليه اي اعضاء جسمه فالذات ليس لها أن تتقوم في وجودها بغير نفسها 

4 - إستنتاج عام : 

نستخلص من خلال هذه المرجعيات ان الانية سواء كانت نفسا عاقلا أو شيئا مفكرا أو قوة محركة للجسم فإنها جميعا تحيل على انية متوحدة وحدتها تعني بساطتها في مقابل كثرة لا تساهم في إثبات الانية 

استبعاد الجسد من مجال تحديد الانساني و الحاقه بمجال الغيرية هو موقف يتقابل مع تجربتنا المعيشة التي تثبت أهمية حضوره و تعلق وجودنا به 

تحقق الانساني و استوفاء فهم الذات لذاتها يستوجب الانفتاح على الغيرية .

كل ذات معزولة انطلوجيا عن الغير تعجز عن استكمال معرفتها بنفسها .



0 commentaires

Enregistrer un commentaire