موضوع فلسفة حول محور الدولة : السيادة و المواطنة - مع الإصلاح
الموضوع : هل من تعارض بين طاعة الواجب و مطلب الحرية ؟
المقدمة :
إن الناظر في الوجود الانساني يقف على بؤر توتر و إحراج لعل أبرزها الإحراج الناجم عما يقتضيه الاجماع البشري من تنظيم و واجبات ملزمة بالطاعة و ما يطمح اليه الفرد من حرية لا يكون إنسانا الا بها هذا الوضع الاحراجي يدعونا الى التساؤل :
هل تؤول الطاعة في كل وجوهها الى الخضوع و الاكراه بما يرسم علاقة تعارض مع الحرية أم أنه بالإمكان تعقل هذه الطاعة على نحو تتوافق فيه مع هذا المسعى ؟
الجوهر :
1- في إمكان التعارض : تحديد أولى لدلالة الحرية و دلالة الواجب
أنتروبولوجيا :
الاحتكام الى الأهواء و المصالح الخاصة يتعارض مبدئيا مع النزوع الى الحرية حيث يبدأ الواجب بمثابة وطأة ثقيلة
سياسيا : الطاعة القسرية في الاستبداد أو دولة الخضوع الشامل
إجتماعيا : سلطة المجتمع القاهرة توجب الطاعة على نحو إمتثالي للواجب الأخلاقي مما يطمس روح المبادرة و الخلق لدى الفرد .
إستخلاص وجود علاقة تعارض إذا قاربنا الواجب بما هو إلزام و قسر إرغام خارجي و فهمنا الطاعة بما هي إمتثالية
2- في إمكان التوافق : تعقل الطاعة على نحو تكون فيه طاعة إرادية و تعقل الحرية و فهمها بماهي حرية مقيدة و مسؤولة .
سياسيا : طاعة المواطن للقوانين الصادرة عن الارادة العامة للشعب طاعة إرادية ليست إلا طاعة الأنا لنفسه بما يمكنه من غنم حرية مدنية منظمة قانونا حيث تولد الحرية من رحم القانون
أخلاقيا : الطاعة الارادية لأوامر العقل العملي الخالص غضطلاعا بالواجب في ذاته و لذاته عن إقتناع و إرادة خيرية و نية صادقة هو ما يؤمن لنا حرية أخلاقية " الفظيلة " تجعلنا أهلا للسعادة " كانط " .
3- تنسيب التوافق : إصطدام التوافق بمعطلات على أرضية الواقع :
- إمكانية تطويع القانون سياسيا كان أم أخلاقيا للمصالح الخاصة .
- التناول عمن يشرع فعليا للواجب و لمصلحة من ؟ " نيتشه "
- إرتباط ماهية السياسي بالنجاعة و الواجب الاخلاقي بطبيعة الفاعل و المقوم " نيتشه "
- أي أخلاق ننشد : هل هي الاخلاق المغلقة أم المفتوحة ؟ " برغسون "
- لا يمكن أن نحون في غفلة عن وواجباتنا إزاء الانسانية " برغسون "
- لا يمكن تحقيق الحرية تحقيقا تاما لذلك علينا باستبدالها بمفهوم التحرر كمهمة و مسار .
الخاتمة :
إستخلاص حاجة الانسان الى كل من الواجب و الحرية على نحو تعقلي و أن تكون الطاعة إرادية و الواجب مشروعا و هادفا الى التحرر من كل أشكال الاستغلال و الاغتراب فالحرية هي القيمة التي بدونها لا معنى للوجود الانساني .
0 commentaires
Enregistrer un commentaire