موضوع إنشائي حول محور الإنية و الغيرية - فلسفة
الموضوع : ما تبعات التشريع للاوعي ؟ هل يمثل إكتاشف اللاوعي إثراء للإنية أم تهميش لها ؟
الإجابة :
في إدراك اللاوعي كدافع لإثراء الإنية :
إن الاكتشاف للاوعي قد مثل دافعا لإثراء معرفتنا بالإنسان فاللاوعي قد كشف لنا قيمة الحياة النفسية داخل الوجود الإنساني فهذا الاكتشاف يؤكد لنا فاعلية الرغبات المكبوتة في بناء سلوكنا و علاقتنا و أفعالنا مما يعمق ثراء معرفتنا بالإنسان حيث يقول فرويد " إن المسارات اللاوعية هي التي تحدد المسارات الواعية " فاللاوعي له قدرة على تفسير و فهم العديد من السلوكات و العلاقات التي كنا نعجز على فهمها سابقا إذ بإمكاننا إرجاع هذه الممارسات الى مصادرها النفسية الحقيقية فنتجاوز حالة الجهل بها مثل زلات اللسان و الأحلام فبفضل مقولة الجهاز النفسي نستطيع معرفة طبيعة هذا السلوك و منابعه .
بفضل اللاوعي نستطيع معالجة العديد من الحالات المرضية العاجزة عن أحداث التوازن بين مطالب الهو و إلزامات الانا الاعلى فهذه الوضعيات تعبر عن حالات إظطراب نفسي يكشف عن ميل للهو و ميل للأنا الاعلى و لعل طريقة التداعي الحل الذي إعتمده فرويد قد مكنته من معالجة أمراض نفسية عدة
في إعتبار اللاوعي عائقا أمام إنكشاف الإنية :
اختزل الوجود الانساني في معنى اللاوعي يكشف عن نزعة إقصائية لبقية الابعاد التي يمكن أن يؤثر في الذات الإنسانية مثل العقل و المعطى التاريخي و هو ما يبرز ضيق النظر للإنسان و تجاوز الرؤية الكلية للذات حيث يقول أرسطو " ليست الفلسفة معرفة بالجزئيات بل معرفة بالآليات " فالإقرار بالاوعي و مركزيته يحيل على هشاشة الذات الإنسانية إذ يتجلى الانسان ككيان تتحكم في سلوكه و تفكيريه و علاقاته مجموعة من الرغبات العدوانية و الجنسية المكبوتة و الحال أن الانسان كائن مميز عن بقية الكائنات و هو ما تجلى في اكتشافات العقل العلمية و تطور التقنية الإفتراضية و التي تعبر على الحضور العقلاني المميز للإنسان و هو ما تشهده إنجازات الحضارة المعاصرة . فالجهاز النفسي قد أقر بأن الانسان يعيش منذ بدايته الى لحظة فنائه صراعا بين قوتين متناقضتين " الهو و الانا الاعلى يصعب أحداث التوازن بينهما . فمصير الانسان مقترن بإمكانية غنفلات الرغبة و تحققها بشكل مباشر في الواقع فلكأن الانسان خلق ليعايش الشقاء الابدي و هو ما يناقض مطلب الانسان في السعادة .
0 commentaires
Enregistrer un commentaire