mercredi 19 juin 2024

موضوع إنشائي حول الوعي و اللاوعي - محور الإنية و الغيرية - فلسفة

 موضوع إنشائي حول محور الإنية و الغيرية - الوعي و اللاوعي 

الموضوع : بأي معنى إعتبر اللاوعي تفويضا للوعي ؟
المقدمة : 
الاشارة الى الانسان كإنشغال مركزي داخل الخطاب الفلسفي و ذلك إستجابة لحاجته المتجددة للتعرف على ذاته و قد أدى إكتشاف اللاوعي الى إعادة النظر في بداهة التصور التقليدي الذي دأب على إختزال ماهية الانسان في الوعي بل أنه أحدث معه رجة فوضت أسسه 
إذا كان إكتشاف اللاوعي يفوض حقيقة الانسان المختزلة في الوعي فأية صورة جديدة يؤسسها ؟ و هل هذا التفويض إيتان بموت الانسان كذات واعية أم إعلان تضايف الوعي و اللاوعي في تحديد الانسان ؟ 
الجوهر : 

1-تحديد دلالة الوعي و موقعه من الانسان قبل إكتشاف اللاوعي : 

الوعي خاصية للوجود الانساني و هو إختزال ماهية الانساني في مفهوم الوعي الذي وحده يفضي الى فهم الحياة النفسية حيث يترادف الوعي مع الفكر و مع العقل أو النفس فالانسان يتحدد إذن من هذا المنظور بماهو جوهر مفكر قادر على إدراك ذاته مباشرة و بكل شفافية 
مثال : التصور الديكارتي الذي يعتبر أن إرادة الانسان تتوقف على وعيه بذاته " فعرفت أنني جوهر كل ماهيته و طبيعته لا تقوم إلا على الفكر " ديكارت 
حضور اللاوعي : 

2- تحليل مسألة حضور اللاوعي : 

الجزء الاكبر من حياتنا النفسية لا واعي و ما الوعي سوى مظهر ثانوي " ليس الوعي ماهية الحياة النفسية بل هو صفة من صفاتها و هي صفة غير ثابتة حضورها أكثر بكثير من غيابها " و قد فوضت الفرويدية فكرة إكتمال الوعي و بداهته فالانا لم يعد واجهة أساسية كما لم يعد سيدا حتى في بيته 
اللاوعي كعمق نفسي خفي يوجد الكثير من أنماط سلوكنا دون وعي منا فحضور الوعي ضئيل مقارنة بالاوعي حيث يربطنا مفهوم الوعي بالحرية و الارادة مما يجعل من الانسان ككائن حر يعي أفعاله و أقواله و يتحكم فيها في حين كشفت فكرة وجود آليات لا واعية تعمل خارج نطاق الوعي عن الانسان كعبد لوعيه 
الإقرار بالوعي تأسيس لتعاليه و إستقلاليته عن الجسد و حضور اللاوعي يقوض هذا التصور معلنا عن العلاقة الوثيقة بين الوعي و الجسد 

3- المناقشة : 

اللاوعي قوض صورة قديمة و أسس لصورة جديدية و هو ليس نقيض الوعي بل هو الآخر الذي يتسع الوعي فيستوعبه فغكتشاف اللاوعي فعل من أفعال الوعي " يبقى الوعي هو النور الوحيد الذي يسطع لنا و يهدينا في ظلمات الحياة النفسية " و بالتالي اللاوعي لا يناقض حرية الانسان لان الحرية الحقيقية لا تكون بتجاهل الاليات اللاواعية بل في الوعي بها و إستغلالها حيث يكشف لنا أن الانسان دوافع و جسد و هذا لايعارض حقيقته بل يسهم في تحديد ماهيته و الوعي بذاته و بذلك التقويض هو رسم صورة جديدة للانسان قوامها جدلية الوعي و اللاوعي 
الخاتمة : 
إستخلص أن إكتشاف اللاوعي عموما معرفتنا بالانسان أكثر مما قوضت كما أنه حررنا من النظرة الثبوتية .


0 commentaires

Enregistrer un commentaire