jeudi 27 juin 2024

موضوع فلسفة حول محور السعادة - فلسفة

موضوع فلسفة حول محور السعادة 

الموضوع : هل لنا أن نختار بين الإلتزام بالواجب الأخلاقي و طلب السعادة ؟
في عصر ملئ بالحزن و الدمار كنتيجة لتنامي مظاهر العنف من تناحر و غقتتال صار من الوجيه البحث على السبل المؤدية لسعادة الإنسان وسط هذا العالم المتشبع بقيم الواجب الأخلاقي فيرى البعض أنه من الحتمي الإختيار بين الإلتزام بالواجب و طلب السعادة و يرى آخرون أن تحقيق السعادة مرتبط بالأخلاق . فماهي أوجه العلاقة بين الإلتزام بالأخلاق و مطلب السعادة ؟ هل لنا ان نرجح أحد الطرفين أم أن التوفيق بينهما ضروري ؟ 
تعرف السعادة بأنها حالة إرضاء تام للذات تكتسي ديمومة أما الأخلاق فهي حملة القواعد و الضوابط النظرية التي تحدد السلوك الفردي و منذ لحظة التعريف نتبين ملامح تقابل إذ أن السعادة غاية فردية و للفرد الحق في إتخاذ أي سبيل لتحقيقها . أما الأخلاق و ما تحمله معها من حد من خلال الواجب و الإلتزام قد تعيق الانسان في رحلته في البحث عن السعادة فإذا سلمنا بأن السعادة هي غاية الغايات فإن هذه الوجهة التيلولوجية يجب أن تدفعنا بالضرورة الى التمرد على اللوحات القيمة السائدة و تجاوز هذا الطوق الذي يحجب عنا الحياة في كليتها . إذ كيف لنا أن ندعي الحياة و نحن محرومون من أهم مقوماها ألا و هي الحرية 
إن أخلاق الواجب تجعل من الحياة مجرد الحياة العبودية تتنافى مع مفهوم السعادة فمن المحتم التخلي عن الأخلاق لتحقيق غايتنا القصوى و هذا ما يلقى تعبيرته ... في فكر نيتشة إذ أطلق على من يلتزمون بأخلاق الواجب و يدعو إليها لفظ عشاق موت بل و أكثر من ذلك إذ قال " أفما آن الأوان لإغلاق هذه الصيدليات التي يجري فيها إختراع القيم و التي لا نشتم منها إلا رائحة الجثث العفنة " . نخلص إذن الى ضرورة السعي الدائم تتحصيل السعادة يأي ثمن حتى و لو كان ذلك على حساب الأخلاق و لكن رؤية مثل هذه قد تدفع بالأنانية بحرب الكل ضد الكل وسط بحث الجميع عن سعادة فردية فماذا إذا بجلنا الأخلاق على السعادة ؟ إن الغلتزام بالواجب بما هو قيد ذاتي بجملة من المبادئ يحمل في طياته مكاسب هامة فالإنسان هو الكائن الوحيد الذي يثمن و هو ما يجعل الأخلاق أي أخلاق الواجب سمة للإنسان و لكنها قد لا تضمن له السعادة ، فالإنسان إذا أراد ضمان استمرارية الحياة وجب عليه إنشاء منظومة قيم موحدة و السبيل الى ذلك في نظري هو العقل خاصة في هذا العالم المتغير و المتكثر فكما قال ديكارت : " العقل أعدل الأشياء توزعا بين الناس " فإذا ألزم كل شخص فعله بضوابط عقله و جعل من الأخلاق سبيلا لتحقيق الخير لذاته تمكنا من بناء تسعيرة قيمة موحدة و لعل أبرز المدافعين عن هذا الرأى هو كانط :" إعمل بحيث تعكس في سلوكك سلوك جميع الناس الآخرين " . و لكن من مساوئ ذلك قد نجد أنفسنا في فصل صارم بين الخير و السعادة التي هي غاية كل فعل إنساني . إذن يمكن أن نستنتج أنه من العسير الإختيار بين الواجب الأخلاقي و طلب السعادة فكلما أولينا أحد الطرفين أهمية أكبر كلما سقطنا مشاكل على مستوى الفرد أو المجتمع أو حتى الإنسانية ككل صار من الضروري البحث إذن عن تعايش بين الإلتزان و السعادة و قد تسعفنا إعادة النظر في خفايا السعادة في إيجاد حل لهذا المشكل 
أن من يختزل السعادة في المال أو اللذة أو الشهرة مخطئ ، فالمال فان و ليس مفصليا لذاته و اللذة فانية و لا تدوم و الشهرة لا تضمن إرضاء الذات فالسعادة ليست في هذا السبيل الوهمي و إنما السعادة هي الخير فلو سعى الجميع نحو الخير لتحققت سعادة الجميع و لو لم يكن ذلك بطريقة فردية أي أن الفرد قد يجد سعادته في فعل غيره و بذلك نضمن التوافق بين السعادة و الإلتزام بالواجب و هو ما عبر عنه أرسطو بالفضيلة التي عرفها بكونها إستعداد يكتسب إراديا في نطاق يحدده العقل وفقا لسلوك إنساني منتصر  .


0 commentaires

Enregistrer un commentaire