موضوع إنشائي حول محور الخصوصية و الكونية
الموضوع : هل يمثل تعدد الثقافات عائقا أمام وحدة الإنسانية ؟
المقدمة : إذا كان التصور الميتافيزيقي للوجود الإنساني قائم على النظر إليه بإعتباره وحدة جوهرية مستبعدا كل كثرة فإن الإنتربولوجيا تكشف في المقابل أن الواقع الإنساني قائم التنوع و الإختلاف . واقع التنوع هذا دافع الى التساؤل بشأن العلاقات بين الخصوصيات و إمكان تحقق الكوني
طرح الاشكال : ماذا ينتج عن التعدد الثقافي ؟ هل يهدد وحدة الإنسانية أم هو شرط تحققها ؟
إن النظر المعمق في الواقع المعيش يكشف ما يتسم هذا الواقع من تزايد مظاهر العنف و الصراعات العرقية و القومية ، هذا الواقع الصدامي ينبني على نظرة إحتقارية للآخر مما يكرس لواقع التعصب و التمركز على الذات الذي يؤدي لثقافة ما الى إعتبار نفسها نموذجا على باقي الثقافات و النسخ على منواله مما يؤسس لموقف إستعلالي يرى نفسه دوما على حق و الآخرين على خطأ هذا ما يشرع لممارسة العنف . هذا الوضع تكشف عنه عديد الوقائع التاريخية من ذكر المذبحة التي حصلت بين الكاثوليك و البرونسات و سببها تعصب ديني يقول عنه فولتير " الدين ينقلب الى سم في الأنفس المتعفنة " . نلخص إذن الى أن وضعا كهذا يمنع تحقيق وحدة الإنسانية لكنه يتجاهل واقع وجود مشترك إنساني من شأنه تحقيق وحدة البشر فماهي سبل ضمان تحقيق الكوني ؟
إن تحقيق الكوني بإعتباره جملة القيم و المبادئ التي تصنع ماهو إنساني فيكون بمقاومة التشتت و الإنقسام تأسيسا " لوحدة الكثرة و كثرة الوحدة " فالتعدد ليس عامل صدام بقدر ما يجعل من الفروقات مبدعة على نحو ما أعلن عن ذلك شتراوس . فالوحدة الحقيقية لا تتحقق بالإنغلاق بل الإنفتاح و هو إنفتاح يشترط الحفاظ على الخصوصية و الأصالة .
0 commentaires
Enregistrer un commentaire