شرح نص امرأة البحر
تقديم :
تتناول القصيدة الشعرية للشاعرة غادة السمان الديوان قضية تحرير المرأة ورفضها للتسلط الذكوري، مع التمرد على القيود التي تحيط بها.
الموضوع :
تناقش القصيدة تحرير المرأة ورفضها للتسلط الذكوري، حيث تظهر قوتها واستعدادها لكسر القيود والحبس الاجتماعي من خلال رموز الحرية والتمرد.
التقسيم :
1- أول قسم: بداية القصيدة
- ابتدأت الشاعرة بسرد الحادثة التي تتحدث عن رسم دائرة بالطبشور على الحائط، والدعوة للوقوف داخلها.
2- ثاني قسم: الهروب إلى الحرية
- استجابة للدعوة، هربت المرأة إلى شوارع البحر، حيث ألتقت بالحبيب الذي انضم إليها وأشعل الغضب في وجهها.
3- ثالث قسم: العودة إلى الاستوديو
- تتابع الشاعرة بالحديث عن ضرورة عودتها مع الحبيب إلى الاستوديو والوقوف وسط الدائرة المرسومة بالطباشير وتحت الضوء.
4- رابع قسم: رفض القيود والانغلاق
- تعبر المرأة عن رفضها القاطع للانغلاق داخل الدائرة وتؤكد عزمها على عدم السماح لأي شيء بتقييدها.
5- خامس قسم: الاحتجاج على التقاليد الهندسية
- تعبر الشاعرة عن انزعاجها من الأشكال الهندسية وتظهر رفضها للمثلث والمربع والمستطيل.
6- سادس قسم: الانتقال إلى الحرية والتحرر
- تظهر الشاعرة استعدادها للحركة والتغيير، رمزًا للحرية والتحرر، مع التأكيد على رفضها للقيود والروتين.
أستعد :
1-
النص يحتوي على العديد من المصطلحات الهندسية والأشكال الهندسية التي تستخدم بمعنى رمزي للحرية والقيود والتحرر. المصطلحات الهندسية ودلالاتها:
الدائرة:
- دلالاتها: ترمز إلى القيود والحصر، حيث تكون مغلقة ومحصورة، مما يعكس فكرة الاحتجاز والقيود.
المربع والمثلث:
- دلالاتها: تمثل الأشكال الهندسية المحصورة والمقيدة، مما يعكس القيود والحصر الذي يرفضه الشخص في النص.
المستطيل ومتوازي الأضلاع:
- دلالاتها: تشير إلى المزيد من القيود والتحديد، وتمثل الحدود المحددة والمحصورة.
النقطة المتحركة:
- دلالاتها: تمثل الحرية والتحرك، حيث أن النقطة ليست محصورة ويمكنها التحرك بحرية، مما يعكس رغبة الشخص في الحرية والانفتاح.
الشاطئ والبحر:
- دلالاتهما: ترمز إلى الحرية والوسع والفرصة للاستكشاف والتحرر من القيود، وقد تكون الدائرة المفتوحة تشير إلى الفتحة نحو البحر والعالم الخارجي.
2-
الأفعال المسندة إلى ضمير المتكلم:
- رسم
- قفي
- انطلقت
- حاولت
- لن أتركه يسجنني
الأفعال المسندة إلى ضمير الغائب:
- زقزق
- قرعني
- يجب أن أعود
- يسجنني
- تسخر
- أكره
- يثيران
- هرب
الفوارق بين الواديين المتقابلين:
- يظهر أن ضمير المتكلم يرتبط بأفعال تعبر عن تفاعلاته ومشاعره وقراراته، بينما ضمير الغائب يرتبط بأفعال تعبر عن تأثير الآخرين عليه.
- ضمير المتكلم يظهر بأفعال تعبر عن إرادته وردود أفعاله الشخصية، بينما ضمير الغائب يظهر بأفعال تعبر عن تأثير الحدث والظروف عليه.
- الأفعال المسندة إلى ضمير المتكلم تعكس محاولته للتحرر والمقاومة، بينما الأفعال المسندة إلى ضمير الغائب تعكس التأثير السلبي الذي يتعرض له وردود الفعل السلبية التي تأثر عليه.
3-
الطور الأول:
- يظهر ضمير المتكلم "أنا" بشكل متكرر، مع استخدام الأفعال المسندة إليه مثل "رسم، قفي، انطلقت"، مما يعكس قرار المتكلم بالتحرر والفرار.
الطور الثاني:
- تظهر ضمائر تشير إلى الشخص الآخر، مثل "هو"، بينما يظهر ضمير المتكلم "أنا" ليعبر عن ردود فعله ومشاعره تجاه الشخص الآخر، مما يعكس التصادم بينهما والحاجة للتحرر.
الطور الثالث:
- تظهر ضمائر تشير إلى الشخص الآخر وتعبر عن تفاعلاته مع المتكلم، مثل "قال، زقزق، قرعني"، مما يعكس الصراع والتوتر الذي يشعر به المتكلم مع الشخص الآخر.
الطور الرابع:
- يعود ضمير المتكلم "أنا" ليظهر بشكل متكرر، مع استخدامه للأفعال التي تعكس عزمه على عدم السماح بالحبس والقيود، مثل "لن أتركه يسجنني"، مما يعكس تحديه وقوته في التصدي للقيود.
4-
كلمة "بحر" تتداول في النص بشكل رمزي وتحمل العديد من المعاني والدلالات، تلك المعاني قد تشمل:
الحرية والتحرر:
يمكن رؤية "البحر" كرمز للحرية والتحرر من القيود والحدود، حيث يعتبر البحر مساحة شاسعة وغير محدودة تمثل الانفتاح والتحول.
التجربة والاستكشاف:
يرتبط البحر بفكرة الاستكشاف والتجربة الجديدة، حيث يمكن للبحر أن يرمز إلى الفرصة لاكتشاف عوالم جديدة وتحقيق التطلعات والآمال.
الهروب والنجاة:
تُعْبِر كلمة "بحر" عن فكرة الهروب والنجاة من الضيق والقيود، حيث يتمثل البحر في ملاذ آمن يمكن أن يهرب إليه الشخص للابتعاد عن الضغوط والقيود.
الإلهام والغموض:
يتداول البحر في الأدب كمصدر للإلهام والغموض، حيث تعكس اللفظة هنا فكرة أن البحر يحمل في طياته الكثير من الأسرار والتحديات.
الوجهة والتوجه:
البحر يمكن أن يرمز إلى وجهة طموحة أو هدف يسعى المتحدث لتحقيقه، ويكون البحر هنا محور التوجه والركيزة التي يعتمد عليها المتكلم.
أبني المعنى :
1-
كلمات توحي بالانفتاح:
- مثال: بحر، شوارع البحر، أفق، دائرة غير مغلقة.
- دلالة: تعكس هذه الكلمات فكرة الحرية والتوسع والتفتح نحو آفاق جديدة، حيث يُركب البحر والشوارع والأفق والدائرة غير المغلقة كرموز للانفتاح والتحرر من القيود والحدود.
كلمات توحي بالانغلاق:
- مثال: دائرة، مغلقة، سجنني، مبتلة.
- دلالة: تعكس هذه الكلمات فكرة القيود والحصر والانغلاق، حيث تُشير إلى الحاجز والتقييد والشعور بالحبس والتقييد داخل دائرة مغلقة، والشعور بالضيق والتقييد (المبتلة) الناجم عن ذلك.
2-
الشاعرة عبرت عن رفض المرأة لوصاية الرجل وسلطته عليها بطرق متعددة في القصيدة، من خلال استخدام اللغة الشعرية والصور الرمزية التي تعكس موقفها ورؤيتها لهذا الموضوع. بعض الطرق التي استخدمتها الشاعرة للتعبير عن هذا الرفض:
1-استخدام الصور الرمزية:
- استخدمت الشاعرة صورًا مثل "الدائرة المغلقة" و"السجن" لتمثيل القيود والتقييدات التي يمكن أن تفرضها الوصاية والسلطة على المرأة.
2-استخدام الأفعال والمفردات التعبيرية:
- استخدمت الشاعرة كلمات وأفعال تعكس رفضها للانغلاق والقيود، مثل "لن أتركه يسجنني"، لتعبر عن عزمها على عدم السماح بأن يكون الرجل هو السبب في تقييدها وحصرها.
3-التمييز بين الأشكال الهندسية:
- قارنت الشاعرة بين الأشكال الهندسية المغلقة مثل المربع والمثلث والدائرة والتي ترمز للقيود والتقييدات، وبين النقطة المتحركة التي تمثل الحرية والتحرك بدون قيود.
4-استخدام ضمائر المتكلم:
- أظهرت الشاعرة قوة وعزم المتكلم (المرأة) في رفضها للسلطة والوصاية، واستخدمت ضمائر المتكلم بشكل مكرر لتعكس إصرارها على عدم السماح بالانغلاق والحبس داخل الدائرة المرسومة بالطباشير.
3-
الصورة الشعرية "خُذْ قَلْبِي وَاقْضِمه كتفاحة" هي صورة استخدمتها الشاعرة للتعبير عن موقفها وعزمها على عدم السماح بأن يتم التحكم فيها أو استغلالها. لفهم هذه الصورة بشكل أفضل، يمكن تحليلها على النحو التالي:
1-الصورة الظاهرية:
- تُصوِّر الشاعرة قلبها ككتلة مادية تشبه التفاحة، وتعرضه للشخص الآخر كي يتناوله ويأخذه.
2-الدلالة والمعنى:
- تعبر الصورة عن تحدي الشاعرة ورفضها لأن يتم التحكم في مشاعرها وقلبها بسهولة، وتظهر الشاعرة بموقف قوي يعكس استعدادها للدفاع عن نفسها وعن قلبها.
3-الرمزية:
- القلب هنا يمثل مركز العواطف والمشاعر، واقتراح الشخص الآخر "خُذْ قَلْبِي وَاقْضِمه كتفاحة" يمثل محاولة للتحكم فيها والتسلط عليها كما لو كانت مجرد كتفاحة يمكن أن تتناول.
4-القوة والعزم:
- تعكس الصورة القوة والعزم من قبل الشاعرة، حيث تتحدى الشخص الآخر بأن تأخذ قلبها كتفاحة، مما يظهر قوة إرادتها واستعدادها للدفاع عن نفسها وقلبها.
4-
الخطان المتوازيان التي ذكرتهما الشاعرة في النص يمكن أن تكون رمزًا للتوجهات الحياتية المتشابهة والمتوازية التي لا تتلاقى أو تتقاطع. يُشير هذا الرمز إلى انعدام التغيير والتحول في الحياة، حيث يمكن أن تتسبب هذه التوجهات المتشابهة في شعور بالملل والاستمرارية دون تحقيق أي تطور أو تغيير.
السبب في أن تثير هذه الخطان المتوازيان حزن الشاعرة هو أنهما يُرمزان إلى الروتين والتكرار وعدم التجديد. تشعر الشاعرة بأن الحياة تجري بنفس النمط، دون أي تغيير أو تجديد، مما يخلق شعورًا بالركض بدون هدف، دون لقاء أو تحول بينهما، دون تحقيق أي تقدم حقيقي في حياتها.
هذا التكرار والثبات يمكن أن يثير الحزن والشعور باليأس، حيث يشعر الفرد بأنه محصور في دائرة مغلقة من التكرار والروتين، دون أي أمل في التغيير أو التحسن. تحث الشاعرة على الابتعاد عن هذا الروتين والسعي نحو الحرية والتحول والتجديد، مما يعكس رغبتها في كسر هذه القيود والانفتاح على تجارب جديدة ومختلفة.
5-
بناءً على النص، يبدو أن الحرية تظهر كقيمة أهم بالنسبة للمتكلمة في هذا السياق. تعكس الشاعرة رغبتها في التحرر وعدم القبول بالقيود والانغلاق. الأسباب التي تدعم هذه الفكرة:
1. تمثيل الحرية في النص:
- تظهر الحرية بشكل ملحوظ في النص من خلال رمزية البحر والدائرة الغير مغلقة، والتي تمثل الانفتاح والتجديد والحرية من القيود والتقييدات.
2. رفض الانغلاق والحبس:
- تعبر المتكلمة بوضوح عن رفضها للانغلاق داخل الدائرة المغلقة وتكرار الحرف "لن أتركه يسجنني"، مما يوضح قوتها وعزيمتها في مواجهة القيود.
3. التمييز بين الخطان المتوازيين:
- تشير المتكلمة إلى أن الخطان المتوازيين يثيران حزنها ويجعلانها تهرب نحو البحر، مما يعكس استعدادها لترك التكرار والروتين والسعي نحو التجديد والحرية.
4. التحدي والعزم:
- يتجلى التحدي والعزم في تصميم المتكلمة على عدم السماح بأن يحدد شخص آخر مصيرها أو يقيدها، مما يعكس أن الحرية هي قيمة مهمة بالنسبة لها.
أبدي رأيي :
1-
الشاعرة توفقت بشكل ممتاز في التعبير عن رفضها لتسلط الرجل والتمرد عليه من النواحي الفنية والأسلوبية في القصيدة. استخدمت صورًا شعرية ومفردات تعكس قوة وإصرار المرأة على عدم القبول بالقيود والانغلاق، مما يظهر بشكل واضح التمرد والرغبة في التحرر.
2-
نعم، يمكن للمرأة أن توفق بين رفض تسلط الرجل وحبها له. الحب والاحترام المتبادل بين الشريكين يمثلان أساسًا لعلاقة صحية ومتوازنة. يمكن للمرأة أن تحب الرجل وتكون في نفس الوقت شخصًا مستقلًا يدافع عن حقوقها ويسعى لتحقيق تحققاتها الشخصية والمهنية. يجب أن يكون العلاقة قائمة على الاحترام المتبادل وفهم الاحتياجات والطموحات لكل من الشريكين.
0 commentaires
Enregistrer un commentaire