شرح نص من المقامة الحلوانية - محور الفكاهة و الهزل في القص العربي القديم - ثالثة ثانوي

شرح نص من المقامة الحلوانية

التقديم : مقامة هزلية مسجوعة ( السجع هو انتهاء فاصلتين في الكلام ) مقتطفة من كتاب مقامة بديع الزمان الهمذاني و قد ولد هذا الكاتب سنة 338 للهجرة بهمذان و توفي سنة 398 هجري

تقديم ثاني :

النص الذي بين أيدينا هو مقامة هزلية مسجوعة، مقتطفة من كتاب "مقامات بديع الزمان الهمذاني". كُتبت بأسلوب أدبي ساخر يعتمد على السجع والتلاعب اللفظي. الكاتب بديع الزمان الهمذاني، أحد رواد فن المقامة، ولد سنة 338 للهجرة في همذان، واشتهر بقدرته الفائقة على السرد بأسلوب يجمع بين الطرافة والنقد الاجتماعي. تُوفي الهمذاني سنة 398 للهجرة، لكنه ترك إرثًا أدبيًا خالدًا يعكس عبقرية اللغة والابتكار السردي في الأدب العربي.

الموضوع: يصور الكاتب مظاهر انقلاب القيم و غلبة القيم المادية من خلل ما تعرض له عيسى بن هشام

موضوع ثاني :

يعرض بديع الزمان موقفًا هزليًا يحدث لعيسى بن هشام في حمام بمدينة حلوان، حيث يتنازع رجلان على ملكية "رأسه" بطريقة عبثية، ما يولد موقفًا فكاهيًا يسلط الضوء على السلوكيات العبثية والنزاعات التافهة.   مقاطع النص: 1-قبل دخول الحمام من 1 الى 4 

2-داخل الحمام: من 5 الى 19 

3-بقية النص : اثناء الخروج من الحمام

الإجابة عن الأسئلة :

لنتفهم معا :

1-

الإجابة عن هذا السؤال هي مقاطع النص .

2-

في النص، تقوم المفارقة على التناقض بين الأفعال والأقوال، حيث يتنازع الرجلان في الحمام على "رأس" عيسى بن هشام كأنه شيء منفصل عنه، وهو ما يخلق موقفًا عبثيًا. الأول يدعي ملكيته لأنه لطخ جبينه بالطين، بينما الثاني يطالب به لأنه دلك جسده، في حين أن الرأس هو جزء لا يتجزأ من صاحبه. هذا التناقض يثير الضحك لأنه يناقض منطق الأمور الطبيعي، حيث يُفترض أن يكون الرأس لصاحبه بلا منازع. كما يساهم تدخل الحمامي ورده الساخر في تضخيم هذا العبث، مما يضفي طابعًا فكاهيًا على الموقف.

3-

عند دخوله الحمام، كان عيسى بن هشام في حالة من الراحة والتوقع الإيجابي، حيث أراد الاسترخاء وتنظيف بدنه بعد رحلته، وقد طلب من غلامه اختيار حمام واسع ونظيف ومرتاح الأجواء. لكن عند خروجه، تبدلت حالته النفسية تمامًا، إذ أصبح خجولًا ومضطربًا بعد الموقف العبثي الذي حدث له، حيث تورط في نزاع غير منطقي حول "رأسه". هذا التحول من التوقع الهادئ إلى الخجل والارتباك يعكس سخرية النص ويزيد من طابعه الفكاهي.

لنفكر معا :

1-

رغم الطابع الهزلي في النص، يحمل أبعادًا نقدية جادة تتعلق بانتقاد السلوك البشري والعبثية في النزاعات. النزاع بين الرجلين حول "رأس" عيسى بن هشام يعكس تهكمًا على النزاعات السخيفة التي قد تنشأ حول أمور تافهة، وكيف أن البعض يمكن أن يتشبث بأوهام الملكية دون منطق. كما يبرز النص التناقض بين الشكل والمضمون، حيث يغيب العقل والمنطق في حل القضايا، ويحل محلها الجدل الفارغ. هذا النقد يوجه رسالة ضمنية حول ضرورة تجاوز الصغائر والتركيز على الأهم، وهو في رأيي نقد ذكي يتخفى وراء ستار الفكاهة، لكنه يعكس جوانب من سلوكيات المجتمع.

التحليل: المقطع الاول: بنية المقامة: تقوم المقامة على ثنائية السند و المتن جملة السند " حدثنا عيسى بن هشام " : تحاكي المقامة بنية الحديث و الخبر ++ يهدف السند الى اثبات مصداقية الخبر و هذا نجده حتى في الاخبار الحديثة المتداولة في عصرنا اليوم عبر وكالات الانباء فنقول مثلا نقلا عن : وكالة writen حدث .... 

- عيسى بن هشام هو الراوي و هو البطل في نفس الوقا و استخدم السرد لتأطير الحكاية المكان: حلوان مدينة في العراق و العراق تمثل عاصمة الدولة العباسية الزمان: بعد العودة من الحج الشخصيات : عيسى بن هشام هو الراوي في كل المقامات ( 51 مقامة ) بينما يلعب دور البطل ابو الفتح الاسكندري 

صورة البطل: البطل اجتماعيا تدل على الرفاهية فهو من طبقة التجار المقطع الثاني: اعتمد اسلوب الوصف لوصف المكان و تحديد ملامحه و هو الحمام فضاء مغلق و عمومي يعكس طبيعة العلاقات الاجتماعية عوامل الغزل: الاضحام بالفعل: مفاجأة العامل للحريف ( عيسى بن هشام) بتلطيخ وجهه بقطغة من الطين الاضحاك بالقول: " يا لكع " الاضحاك عبر المشهد و الاضحاك بالمفارقة