قيمة العمل في حياة الفرد:
العمل يضمن للفرد حياة كريمة و بها يخيط الانسان ثيابا تحميه من برد الحياة و حرها . انه يقي الانسان من تقلبات الزمن و مصائب الدهر و يحميه ضد الفقر و مآسيه و من البطالة و اخطارها على الانسان و به يستطيع توفير حاجياته المادية الاساسية كالمشرب و الاكل و الملبس قال حكيم: " من لم يحترف لم يعتلف "
و يمكن العامل من تجاوز المحن و الاحداث الحزينة فما اشبه العمل بقارب النجاة لغريق طوحت به الامواج . و متى ينغمس المرء في عمله يحميه من اخطار الوحدة و الحزن يقول تيمور: اصبحت معتقدا ان الايمان بعمل ما و الشغف به هو خط الدفاع الذي يحمي المرء من مكاره اليأس و القلق
- بالعمل ينسى الانسان وطاة الشعور بالحزن او بالنقص جراء فقدان حاسة من الحواس و يقول بيتهوفن الذي عانى من فقدان حاسة السمع و خلد بالمقابل اروع السمفونيات " لكنه الفن ، نعم الفن وحده الذي استبقاني و يوفر العمل للعامل هدوء النفس و صفاء الذهن و يوفر له الاحساس بالطمأنينة و الفرح و يعطي لحياته معنى و يعاونه على تحقيق مطامحه و آماله و احلامه و هو يطهر النفس من الاحقاد و التفاهة و الشرور يقول محمود تيمور: " ما العمل الا استغراق في اعماق الحقائق و عزوف عن التفاهة و الفراغ و بالعمل ينتصر الانسان عن خوفه من الموت و يوفر له القدرة على التواصل و يشعره بانه عائش بين الناس و يقول الموسيقي بابلو كاسال من يسأله متى يتقاعد؟ " و كأنكم تريدون بي ان اقول لكم متى اموت؟
- يحفظ العمل لصاحبه ماء الوجه و عزة النفس و يحميه من التسول و يحقق استقلاليته و يمكن صاحبه من احترام ذاته و يقدر عطاءها لذا فبالعمل يكتسب كل الاحترام و التقدير و يصبح محبوبا بين الناس
- يمكن العمل الفرد من الخلق و الابداع و يساعده ان يجسد احلامه و يفتق من خلاله مواهبه و بفضله يصعد الانسان الى التميز و قصة العشق بين العامل و عمله تظهر في ما ينتج و يصنع و يكسبه تجربة اجتماعية واسعة و خبرة في التعامل مع الافراد لان العامل المنزوي لا يختلط مع الناس و لا يفهم مجتمعه فيفشل بالضرورة في اقامة علاقات اجتماعية سوية فالعمل يرقى بثقافة الفرد اجتماعيا و ينال العامل بعمله رضاء الله و يكسبه محبته فالله عز و جل يحب الانسان العامل و ينظر اليه بعين الرضا مثلما يتجلى في قوله تعالى: " و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون " و يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم " ما من مسلم يزرع زرعا او يغرس غرسا فيأكل منه طير او انسان او بهيمة الا كان له به صدفة "
قيمة العمل في حياة المجتمع :
بالعمل تنهض المجتمعات و ترقى و تتطور و تخرج من بؤرة التخلف فالاوطان لا تبنى الا بفضل مجهودات ابنائها فاليابان مثلا اضحت قوة اقتصادية عظمى بفضل ايمان افراد شعبها بقيمة العمل و تقديسهم له و به يحكم الانسان سيطرته على الطبيعة فيقي نفسه من كوارثها و يمكنه من استغلال افضل خيراتها و يحرر الانسان من منطق الصدفة و يحمي المجتمع من الازمات المفاجئة باحكام التخطيط و يوحد بين افراد المجتمع اهدافا و مشاعر فالعامل في مصنعه و الفلاح في حقله و المهندي في مكتبه و المدرس في قسمه و الموظف في الادارة . جميعا يخططون الى رقي مجتمعاتهم و هو يحافظ على توازنه و هو حصن ضد الافات و الشرور و خج دفاع ضد الجريمة و العنف و التحلل من كل قيمة اخلاقية ينشر الفضيلة و يصارع ضد الرذيلة و العمل يخلد الشعوب و الحضارات و يقاوم الفناء و العدم و ما الاهرامات الا شاهد حي على عظمة الفراعنة .
العمل يقوي الاوطان و يدعم استقلالها و يخلصها من التبعية للدول المتقدمة
اخطار البطالة على الفرد :
يختار البعض البطالة و يجعلونها مذهبا و يفتخرون بما ينتمون به من راحة متعللين بجملة من التفسيرات إذ يرفض الواحد منهم العمل الذي لا يتلاءم مع قدراته العلمية و شهادته الجامعية و يتخرج آخرون من امتهان بعض الاعمال التي يرونها حقيرة تحط من كرامته و منزلته و يزهر البعض الاخر و يفتخر بالانتظار ضربة حظ تجعله يعانق المنى و يكون المحظوظ التي تمطره السماء ذهبا كالفوز في إحدى المسابقات ذات الربح الوفير و قد ينفر البعض من العمل الشاب المتعب ذي الراتب الضئيل الذي لا يحقق آماله العريضة فتجده بانتظار مهنة تفصل على مقاسه و من مساوئ البطالة و اخطارها على الفرد :
العجز على توفير مستلزمات العيش الضرورية مما يولد الجوع و الحاجة و التشرد و كذلك الشعور بالملل و الرتابة و الضجر " و الضجر يتحلل تدريجيا من قيمه و أخلاقه و قد يدفعه هذا التحلل إلى ارتكاب حماقات عديدة يعاقب عليها القانون على حد تعبير زهير محمود الكومي
المعاناة من الفقر و الشعور بالحرمان و الدونية و العجز عن تغيير الواقع و ضمان الكرامة و سقوط الفرد فريسة جملة من الامراض النفسية كايأس و الاحباط و الكآبة عندما يفقد الامل في الحياة و تفقد قيمتها عنده فيرى من العبث التشبث بها و يراها قاتمة و غير منصفة و هي مشاعر تجعله يلجأ الى العنف بمارسه على ذاتهةانعزالا او جنونا بل انتحارا و قد يمارسه على المجتمع انحرافا و جريمة و كذلك الشعور بالذل و الهوان و معاناة الدونية جراء شعور العاطل بأنه مهمل و أن الاخرين لا يحترمونه و انه عالة على اسرته لا فأئدة منه فيفقد بذلك الطمأنينة و الثقة بالنفس و قد يبحث عن طريقة لفرض احترامه و كثيرا ما تكون غير مشروعة و ايضا التسكع في الشوارع و السكن في المقاهي و مخالطة اصحاب السوء : شتان بين من عاش يومه و من قتل يومه بين موجود و مفقود ، بين عاجل باطل خامل ذليل و عامل فاعل فاضل كريم
المعاناة من الفقر و الشعور بالحرمان و الدونية و العجز عن تغيير الواقع و ضمان الكرامة و سقوط الفرد فريسة جملة من الامراض النفسية كايأس و الاحباط و الكآبة عندما يفقد الامل في الحياة و تفقد قيمتها عنده فيرى من العبث التشبث بها و يراها قاتمة و غير منصفة و هي مشاعر تجعله يلجأ الى العنف بمارسه على ذاتهةانعزالا او جنونا بل انتحارا و قد يمارسه على المجتمع انحرافا و جريمة و كذلك الشعور بالذل و الهوان و معاناة الدونية جراء شعور العاطل بأنه مهمل و أن الاخرين لا يحترمونه و انه عالة على اسرته لا فأئدة منه فيفقد بذلك الطمأنينة و الثقة بالنفس و قد يبحث عن طريقة لفرض احترامه و كثيرا ما تكون غير مشروعة و ايضا التسكع في الشوارع و السكن في المقاهي و مخالطة اصحاب السوء : شتان بين من عاش يومه و من قتل يومه بين موجود و مفقود ، بين عاجل باطل خامل ذليل و عامل فاعل فاضل كريم
- الوقوع في شباك الاوهام الزائفة التي تحوك خيوطها باحكام حول ذهنه فتشله و اذا بالواحد ينسج عوالم خيالية يصدقها و يؤمن بانها ستتحقق ثم يصفعه الواقع و يغرقه الضياع بين طيات ظلمته
اخطار البطالة على المجتمع :
لا يرقى مجتمع فيه شباب خامل لا يعمل يميل الى الكسل السهل فالشباب كما يقول نعيمة هو ثروة المجتمع فماذا تفعل المجتمعات بثروة مدفونة فوقها غبار الكسل ؟ و كيف تتقدم بعقول متجمدة كالجبال الرواسي
- عندما يتدين العاطلون بالكسل و يعبدون الخمول يصيرون في المجتمع كالصخرة التي تسد النبع فلا تتدفق مياهها و لا يمكن عندئذ تحقيق الازدهار و تفتك البطالة شأنها في ذلك شأن الاوبئة و الامراض المستعصية بجسد المجتمع و تبقى تنخره حتى يسقط و هي منبع الشرور و الافات توتر العلاقات بين الافراد و تفكك وحدتهم و تزرع الاحقاد و تغذي الانقسامات فالفقر يرفع رايته عندما تتفشى البطالة و يتربع على عرش المجتمع هازئا بالمجموعة و الانتاج و الاقتصاد و هي تفتك بالحلم في تحقيق الاكتفاء الذاتي او مقاومة العجز في الميزان التجاري و هي تزعزع الامن الداخلي للدولة فنلاحظ كثرة اعمال السرقة و السطو على المحلات و البنوك و المنازل و تكثر الرذائل و الافات الاجتماعية كالجريمة و السرقة و السطو
الا ترى ان مظاهر الانحراف السلوكي و الانحطاط الاخلاقي تسود الفئات العاطلة عن العمل اكثر من الفئات العاملة ؟
شكرا على هذا النص الحجاج أدعو لي بالنجاح أخوكم وجدي من تونس💟💟
RépondreSupprimerربي انجحك صديقي و ينجحنا الكل
Supprimerربي انجحك صديقي و نجحنا الكل
Supprimer:)
RépondreSupprimer:*).:
RépondreSupprimermer6
RépondreSupprimerMerci
RépondreSupprimer