تاليفية محور تفاعل الثقافات و الحضارات
دواعي التفاعل بين الثقافات و اسبابه و الحاجة اليه:
مدينة الانسان : فهو في حاجة ماسى و اكيدة الى اخيه الانسان مهما اختلف عنه ، انه محب للاجتماع يقول ابن خلدون " الانسان مدني بطبعه "
عدم وجود امة مكتملة البنية الثقافية و بالتالي تظل دوما في حاجة الى رتق ما ينقصها يقول التوحيدي " اذا قوبل اهل الفضل و الكمال من الروم بأهل الفضل و الكمال من الفرس تلاقوا على صراط مستقيم "
الانبهار بالاخر و الرغبة في النسج على منواله لتجاوز التخلف و مسايرة ركب الحضارة و التمدو فالحضارات ليست على قدر واحد من التقدم لذلك لابد من تخلف على الرمب ات يقتدي بالمتقدم ختى يلحق به يقول عامر التميمي " لا شك ان العالم لن يضيره ان تظل عدة دول عربية او غيرها من دول العالم الثالث خارج نطاق التطور المعاصر ، لكن عذه الدول سوف تدفع ثمنن باهظا مقابل عدم قبولها بالقيم الجديدة للاقتصاد و التطورات الثقافية الجديدة"
حب الاطلاع و المعرفة و السعي الى اغناء الرصيد الثقافي و اثرائه و الاختلاف الشاسع بين الشعوب من حيث اللون و اللغة والعادات و التقاليد و مواكية التطور العلمي و التكنلوجي السريع الذي تشهده الحياة العصرية اي مسايرة نسق العولمة التي جعلت العالم بمثابة قرية صغيرة فتندمج جميع الدول و شعوبها في منظومة مرتبطة متكاملة متداخلة اقتصاديا و حضاريا و ثقافيا و قيميا و اعلاميا باتت مسلر ضروريا و لم تعد خيار تدفع الانسان الى ضرورة الاخذ باسباب التقدم
طرق التفاعل بين الثقافات و الوسائل المحققة له :
احتاج الانسان منذ القديم الى التواصل مع اخيه الانسان لذا مثلت الرسالة الورقية أداة ناجعة لذلك ، اما في عصرنا الحديث فقد تحولت التراسل من المفهوم الضيق المعروف الى مفهوم اوسع و اشمل ذلك ان التطور التكنلوجي و التقدم العلمي سهل على الناس سبل تواصلهم و اتصالهم ببعضهم البعض او تعارفهم و تبادل الافكار و الاراء يقول الكاتب الاردني يوسف عرب: يعود شيوع استخدام البريد الالكتروني الى سهولته و سرعته الفائقة و قلة تكلفه "
لقد مثلت كتابة الرسائل خطة وظيفية في الدول العربية قديما و كان لذلك فضل في انفتاح الثقافة العربية الاسللمية على ثقافات الامم الاخرى كالفرس و الروم يقول احمد الهاشمي: لما استقرت امور الدولة شغل الخلفاء عن ان يتوبوا كتابة الرسائل بانفسهم فعهدوا بها كبار الكتاب و كان الكثير منهم يعرف اللغة الرومية او الفارسية او اليونانية "
ان الرسائل تمكن الانسان الواعي من الانفتاح على العالم الخارجي فبفضل الاتصال ببعض الكتاب و الاصدقاء المثقفين الاجانب يقف المرء عند اسباب نهضة الاوروبيين و سر تقدمهم و ؤقيهم و يتعرف الى بعض عادتهم و اخلاقهم كالصدق و احترام المواعيد و تقديس العمل و احترام المراة و السعي في خدمة الوطن و هكذا تلعب الرسائل دورا مهما في التفاعل الايجابي بين الثقافات و الحوار المجدي بين الحضارات و خير مثال على ذلك تلك الرسائل التي بعث بها توفيق الحكيم الى صديقه الفرنسي اندريه و قد سعى فيها جاهدا الى تغيير نظرة الصديق المنتقصة للشرقين و اقناعه بأهمية التواصل و التلاقح بين الشرق و الغرب يقول ان هزة التصادم بين الشرق و الغرب هي وحدها التي تفتح الاعين المغلقة في الشرق و الغرب ان في تلاقينا القوة .
ان الرسائل في العصر الحديث وسيلة ناجعة لتبادل المعارف و المعلومات في مجالات مختلفة كالطب و الاقتصاد و التعليم و تسمح بتبادل الخبرات و دعم التعاون بين الدول في مجال البحث العلمي و تعد الرسائل خير سفير بين الادباء و المثقفين و المفكرين يتبادلون بواسطتها الاراء و يتشاركون هموم الانسانية جمعاء
الراي المقابل: قد يؤثر التراسل في شخصية الانسان و قظ يمثل خطرا على هويته و خصوصيته الثقافية و الحضارية و الدينيى ذلك ان الانفتاح على حضارات الشعوب الاخرى و التواصل مع الغرب قد يؤدي الى التطبع ببعض طباعهم و عاداتهم المخلة بالاداب و قيمنا الاخلاقية الفاضلة مما يسيئ احيانا الى دينينا الاسلامي .
دور الفن في التقريب بين الشعوب و تلاقح الثقافات :
تنهض الفنون بادوار كبرى في تحقيق التواصل بين الحضارات و الانفتاح على الاخر و النهب منه و اقتباس ابداعاته بل ان الفن ساهم في تغير نظرة الغرب الى الشرث من الاناقاص و الازدراء الى الانصاف و الايمان بسحر الحضارة الشرقية و اصالتها و عراقتها و استلهامها في اعمالهم الفنية و يمكن الاستدلال في هذا السياق بالاستشراق تيارا ادبيا و فكريا و فنيا و غربيل تنثل في اقبال مجموعة من المفكرين و الفنانين الغربيين على دراسة اللغات و الاداب و الحضارة الشرقيى
من الفنون التي استفادت من التلاقح بين الشرق و الغرب :
الادب : لقد تاثر الغرب بالشرق جليا من خلال مطالعتهم لامهات الكتب و المؤلفات العربية فقد استلهم الفيلسوف و الكاتب الالماني غوته بعض اشعار ابي الطيب المتنبي في روايته فاوست و كذا شأن بعض الاظباء الفرنسين في القرن التاسع عشر للميلاد مثل فيكتور هيقو و شاتو بريان في اشعارهما و بيار لوتي في رواياته و فضلا عن ذلك انكب الاوربيون على ترجمة بعض الابداعات العربية قصد الاطللع على خصوصيتها الثقافية مثل كتاب الف ليلة و ليلة الذي نقل الى معظم لغات العالم و تاثر بها اعلام الفكر و الادب و استلهمو منه اجمل ما كتبوه من نصوص ابداعية في المقابل دعا المصلحون في البلاد العربية الى ضرورة الاقتباس من الغرب و الاستفادة من ابدعاتهم حتى لا تتسع الهوة بين الشرق و الغرب
الرسم: تلقى اللوحات ذات الطابع الشرقي رواجا في اوروبا فيقبل عليها البورجوازيون
الموسيقى : اضحى هذا الفن لغة عالمية قربت المسافات بين الدول من ذلك اقتباس موزارت لحن الموشحة الاندلسيى لما بدى يتثنى في احدى سيمفونياته ناهيك عن تفاعل الاوبريت الغربية مع الحضارة الشرقية من خلال ازياء ذات ذوق و تصميم عربي ناهيك اننا نصغي اليوم الى اغان تراثية شرقية بايقاعات غربية سريعة
المسرح: لئن كان هذا الفن غربي النشأة فان الفرصة سنحت للجماهير الاوربية كي تشاهد لوحات مناظر شرقية خلابة على خشبة المسرح
الرقص: يعتمد الباليه الغربي على بعض الرقصات الشرقية
الرقص: يعتمد الباليه الغربي على بعض الرقصات الشرقية
++ لقد ساهم الفن في التقريب بين الشعوب و الحوار بين الثقافات فكانت العلاقة بين الشرق و الغرب في هذا المجال مبنية على ثنائية التاثير و التاثر
دور الترجمة في تلاقح الثقافات:
لم يعش العرب في معزل عن جيرانهم من الامم الاخرى بل اختلطوا بالفرس و الروم و غيرهن و تواصلو معهم و تاثرو بهم و اثروا فيهم و قد اسهم النشاج التجاري للعرب في توسيع نطاق تواصلهم مع جيرانهم و نشأة بينهم صلات نجد آثارها في المحتوى اللغوي و الثقافي بهذه الامم و مما لا شك فيه ان هذا التأثير ما كان له ان يبلغ هذا المستوى لولا نشاط الترجمة بين لغات هذه الامم و لغة العرب الذين ابدوا اهتماما كبيرا بها منذ فجر الاسلام و بلغ اوجهه في عصر الخليفة هارون الرشيد و ولده المامون الذي اغدق على المترجمين و جدير بالذكر ان حركة الترجمة خلال العصر العباسي لم تكن قاصرة على النقل الى اللغة العربية بل تم نقل الكثير من المؤلفات العربية الى اللغة الاجنبية .
طرق اخرى للتلاقح: الحرب و السفر و العمل الديبلوماسي و الهجرة ....
0 commentaires
Enregistrer un commentaire