اتخاذ موقف نقدي من استعمال المرأة في الاعلام و الاشهار :
كثيرا ما توظف صورة المرأة في وسائل الاعلام توظيفا تجاريا اذ تطالعنا يوميا في المسلسلات و الاعلانات الاشهارية صورة سلبية عنها صورة سلبية عنها تقدمها على انها كائن ضعيف ليس لها ما تعرضه سوى النواحي الخلقية الجمالية و تشكل هذه الصورة المناهضة لانسانية المرأة خطرا اجتماعيا كبير يساهم في تجذير الاحكام السلبية التي تعاني منها في الموروث الثقافي و الاجتماعي عموما بل تتحمل هذه الوسائل مسؤولية تكريس هذه الصورة داخل المجتمعات العربية نتيجة تأثر الرأي العام بما تقدمه وسائل الاعلام عن المرأة و ترسخها في الاذهان و تتجلى ملامح المرأة في ثلاث خطوط بارزة : المرأة المجرمة ( في اركان القضايا و الجنايات ) و المرأة التقليدية ( وصفات الاطعمة و صيحات الموضة ) و المرأة البضاعة ( صور المرأة الجميلة شبه العارية )
ان هذا النمط من الصور التي تكرسها وسائل الاعلام يهز مكانة المرأة بين افراد اسرتها و في مجتمعها و يمكن ان يفضي الى مزالق اخلاقية لدى المراهقين خاصة فلهذه الصور تأثير كبير على المراهقات و قد تدفعهن الى الاعتقاد بأنها انموذج للمرأة العصرية و المرغوبة و الى الاعتقاد بأن العراء و الاثارة و الاغراء هي طرق النجاح بلوغ المطامح انها لا تقدم سوى نماذج مشوهة تسيء الى المرأة و الى مجتمعها و ثقافتها فضلا عن ذلك فان الصور المرسومة للمرأة في الاعلام تتعارض مع ثقافتنا العربية الاسلامية فالكثير من مخرجي الاغنيات المصورة يعمدون الى تعرية المرأة لابراز مفاتن الجسد و يحرصون على ان تقوم بحركات ماجنة تحرج المشاهد العربي تاهيك انها تحمل اعتداء صاره عليها ينزل بها الى درجة الحضيض اذ يحصرها داخل دائرة نمطية ضيقة تختزلها في الجسد و تجردها من كل بعد انساني انها صورة تعود بنا الى الوراء اشواطا و تضرب المكاسب التي حققتها المرأة على مدى نضالها الطويل من اجل حقوقها الانسانية
ان الصورة المعروضة للمرأة عبر وسائل الاعلام تشكل اساءة لها و خطر على الناشئة لان المثال الذي يقدم لهم يمكن ان يكون سببا في خراب مجتمعاتنا لذا واجب التعامل مع المرأة على انها انسان له نشاعر و احاسيس و ينبغي التوقف عن عرض مثل هذه الصور المشينة و المهينة لان في الاساءة اليها اساءة الى ام انجبتنا و ارضعتنا و ربتنا و تقديم صورة مغايرة لها تصور كفاحها و نضالها في سبيل سعادة اسرتها و رقي مجتمعها
تعد الوسائل السمعية و البصرية اكثر الوسائل انتشار لدى كل الفئات الاجتماعية ذلك ان الرأي العان يبقى متأثرا بللرسالة الصادرة عنها و خاصة التلفاز و من الانتاجات التي تقدم مضامين مناهضة للمرأة هي موجة الافلام و المسلسلات التي تعرض صورة عنها انطلاقا من البيىة الشرقية التي لا تعطيها قيمتها الحقيقة في المجتمع و قد جاء في التقرير الصادر عن لجنة قضايا الاتصال و الاعلام في العالم العربي : ان هذه الافلان و المسلسلات جدية كانت ام فكاهية تصور المرأة غالبا و هي تستهين بذاتها و تتواكل على الغير و يعوزها المنطق و تؤمن بالخرفات و لا تتحكم في عواطفها " و تتعارض هذه الصورة مع وضعية المرأة في تونس و تخلق شعورا بالعدوانية تجاهها ووقد تنسف مكاسبها التي حققتها منذ الاستقلال
المكاسب في المجال السياسي :
اعتراف جميع الدول تقريبا بحقوق المرأة السياسة كحقها في الانتخاب و الترشح حجة واقعية : ينص الدستور الصيني على تمتع النساء و هن يتمتعن بحق الانتخاب و الترشح و المشاركة بتساو في ادارة شؤون الدولة ....
حجة احصائية : توجد في المجلس الوطني العاشر لنواب الشعب الصيني 604 نائبة يمثلن 20.2 ٪ من مجموع نواب الشعب
ظهور جمعيات نسائية ناشطة كثيرة في مختلف اصقاع العالم مما يؤكد دور المرأة الفاعل في الحياة السياسة
النقائص في المجال السياسي :
حجة واقعية : اغلب المهام المسندة للمرأة في صورة تكريمها بخطة سياسية ذات طابع اجتماعي فنجد المرأة وزيرة الشؤون الاجتماعية او مكلفة بالمرأة و العائلة او للشباب و الطفولة
ما تزال النظرة الدونية الى المرأة تسيطر على العقلية العربية اذ تعد المرأة كاىنا ضعيفا عاطفيا لا يتحمل اعباء السياسة او لا يوثق في قدراته خلق ليعتني بشؤون البيت اما السياسة فتجعل المرأة تخل بوظائفها الطبيعة
حجة واقعية : ماتزال بعض الدول العربية كالسعودية تمنع المرأة من ممارسة حقها في الانتخاب و الترشيح و حتى في الغرب المتقدم فإن نسبة حضور النساء في الهيأت السياسية العلسا مازلت غير مرضية او ضعيفة في بعض الحالات تتدنى الى 16 او 17 ٪ في دول شمال اوروبا
المكاسب في المجال الثقافي :
برهنت المرأة عن كفاءتها الذهنية و الابداعية العالية في المجال الثقافي الفكري و اسهمت فيه بقدر مهم فأثرت الرصيد العلمي و الادبي تجدها كاتبة و شاعرة و مفكرة استاذة و معلمة تنشر المعرفة و تمارس البحث العلمي
امثلة : المرأة لها اشعاع معرفي في العلوم الانسانية كثيرا من النساء متحصلات على شهائد عليا في مجالات عدة
الفتاة التونسية درة والي تحدت اعاقة اليدين لتحقق رسالتها المعرفية و هاهي اليوم استاذة جامعية
انشأت الكاتبة اللبنانية مي زيادة صالونا ادبيا في مصر في بداية القرن العشرين و نشطت من خلاله لقاء الادباء و المفكرين
العديد من النساء فزن بجائزة نوبل العالمية في مختلف المجالات آخرهن الناشطة الحقوقية اليمنية
الفتاة الروسية فلنتينا تريشكوفا اول امرأة تغزو الفضاء مقدمة الفائدة للبشرية جمعاء
النقائص في المجال الثقافي الفكري :
المرأة مجرد جسد و دمية للتلهية و اثارة الشهوات فهي تحضر بشكل فاضخ في الاعلام بمختلف وسائله للاشهار و الدعاية حضورا كرس ضعفها و دونيتها
الثقافة السائدة هي ثقافة السيطرة للرجل مقابل الخنوع للمرأة فهي عاجزة في بعض الطبقات الاجتماعية مهما تعلمت حتى عن استخدام حقها و حريتها في اختيار شريك حياتها او نوع عملها ناهيك عن القدرة على سفرها منفردة
الرجل لا ينظر الى عقل المرأة مهما تحررا بل يحصر نظره اليهل في ما هو جسدي جنسي و هو ما شكته الشاعرة سعاد الصباح في قصيدة كن صديقي :
ان كل امرأة في الارض تحتاج الى صوت ذكي ... و عميق
و الى النوم على صدر بيانو او كتاب ...
فلماذا تهمل البعد الثقافي ..
و تعنى بتفاصيل الثياب
دور المرأة :
التحلي بالمسؤولية : ضرورة ايمانها بقدراتها و النضال لتكريس مساوتها بالرجل
وعيها بأن تحقق لها من مكاسب يفتح امامها طريق طويلة و شاقة لتطويرها
التضحية : ان تؤمن المرأة بقضيتها و مصيرها و تتجاوز مصالحها الشخصية في سبيل تحقيق المصالح الجماعية
البرهنة على القدرات : بايمانها العميق انها لم تخلق لتكون وسيلة زينة او لهو و انها كيانا انساني متكامل ثرية طاقاته الفكرية و الابداعية الخلاقة فتقبل على التعلم بلا حدود و على العمل بلا كلل ة لا ملل
الحجج :
حجة الشاهد القولي : تقول رياض الزغل : تطوير المرأة في المجتمع هو مشروع و صيرورة طويلة المدى
يقول الطاهر الحداد : لا فوز لامة يبقى نصفها عاطلا عاجزا و لا يمكن الخروج من هذا الحال الا باعليم المرأة حجة : كثير من النساء ينغمسن في عالم الدراسة ثم العمل بحثا عن التحصيل العلمي ثم اثبات الكفاءة مما يجعلهن لا يلتفتن الى المعوقات الاجتماعية كالزواج و الانجاب
0 commentaires
Enregistrer un commentaire